للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعلينا جميعًا أن نعلم هذا، ونعلم أن دين الإسلام دين ميدان، ودين كفاح ليس دين نوم ولا تكاسل، ومن نام وتكاسل داسته نعال الأراذل، وكان حمارًا يقوده من شاء أن يقوده، فلا بد من التقدم في الميدان، والدنيا كفاح لا بد من العمل، ولكن الإنسان يعمل في دنياه وهو مرضٍ ربه، ولا يمنع العقل أن يكون الإنسان محافظًا على دينه في جميع السمت، وجميع الحركات والسكنات، وهو متقدم في الميادين الدنيوية كل التقدم كما عرفه التاريخ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، نعم هنالك مشكلة عظمى هي محك المشكلات في هذا الزمن؛ ذلك لأن الكفار عرفوا من قيمة دين الإسلام ما جهله أو تجاهله المسلمون، وعلموا أن الدين الإسلامي إذا كان عند المسلمين على الوجه الصحيح لا يقف أمام المسلمين شيء، وأن قوة الإسلام تدك الجبال، فمن زمن الدولة العباسية وهم يعملون بضربه بالمعاول ليضعفوه، [وصار] (١) جميع الميادين الحيوية مؤلفوها كفرة، ولم يؤلفوا تأليفًا ينتفع به الإنسان في ميدان من ميادين الحياة لا في تجارة، ولا سياسة، ولا عسكرية، ولا هندسة، ولا كيمياء إلا حطوا في تلك التآليف أفكارًا هدامة وعقائد زائفة مضللة تفصل الشخص عن دينه، ومرادهم بذلك أحد أمرين: إما أن يتخلف أولاد المسلمين عن ميادين الحياة فيبقون لقمة سائغة لمن جاءهم، أو يدخلوا في ميادين الحياة فينشبوا في الفخ الذي وضعوا لهم، وعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا، ويعلموا أولادهم العلوم الدنيوية، ويحذروا عليهم من تلك العقائد الهدامة والأمور التي


(١) في الأصل: "وصاروا".

<<  <   >  >>