للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١) ( ... ) لأن الطرق المعهودة بث الكفار عليها العيون والرَّصَد ليأخذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما وجد هذا الخبير الكافر لم يقل: خبرة هذا الخبير خبرة نجسة قذرة لأنها من كافر، لا. انتفع بخبرته، وأعطاه المراكيب، وراح به ومن معه، وساحل بهم، وتجنب الطرق التي عليها العيون والرَّصَد حتى أوصله إلى المدينة بسلام، وهذا يبين أن المسلم يأخذ الخطة الدنيوية من الكفار وهو فيما بينه وبين ربه مُرْضٍ ربه، وقد ثبت في صحيح مسلم -وهو أصح كتاب بعد كتاب الله وبعد صحيح البخاري- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هَمَّ أن يمنع وطء النساء المراضع؛ لأن العرب كانوا يعتقدون أن المرأة إذا وطئها زوجها ولها ولد ترضعه أن ذلك الوطء يضعف عظم الولد ويضره، وكانوا إذا ضَرَب الرجل ونبا سيفُه عن الضريبة قالوا: هذا رجل غِيل! ! يعني وُطئت أمه [وهو يرضع] (٢)؛ لأن هذا الذي أضعف عظمه، وشاعرهم يقول في هذا الميدان (٣).

فوارس لم يُغَالُوا في رضاع ... فتنبو في أكفهم السيوف


(١) من الشريط السابع، وأول المحاضرة غير موجود في التسجيل الذي بين أيدينا.
والشيخ رحمه الله يتحدث عن الإسلام وأنه دين القوة والتقدم في جميع الميادين، وأنه لا يمنع من الاستفادة مما عند الكفار من الأمور النافعة. وقد سبق الكلام في ذلك في المحاضرة رقم (٢)، كما سيأتي ضمن المحاضرة رقم (٤). كما تجد نظائره في العذب النمير في مواضع متعددة.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة يتم بها الكلام.
(٣) تقدم قريبًا في المحاضرة الثانية.

<<  <   >  >>