للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووصف بعض خلقه بالحياة، قال: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: ٣٠] {وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥)} [مريم: ١٥] {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [الروم: ١٩].

فلله قدرة وحياة لائقتان بكماله وجلاله، وللمخلوقين قدرة وحياة مناسبة لحالهم وفقرهم وفنائهم، وبين قدرة الخالق وحياته وقدرة المخلوق وحياته من المنافاة مثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

ووصف نفسه بالعلم قال: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٨٢] {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيهِمْ بِعِلْمٍ} [الأعراف: ٧] {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: ١٦٦] ووصف بعض خلقه بالعلم قال: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: ٦٨] {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الذاريات: ٢٨] {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)} [الانفطار: ١٢] {هَلْ يَسْتَوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩] فعلم الله مناف لعلم المخلوق كما بينا.

ولو تتبعنا الآيات الواردة بنحو ذلك لجئنا منها بالمئات، ولكن القصد مطلق التمثيل.

وكذلك وصف نفسه بالاستواء على العرش في سبع آيات من كتابه، ووصف بعض خلقه بالاستواء على بعض المخلوقات كقوله: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيتُمْ عَلَيهِ} [الزخرف: ١٣] وقوله: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: ٤٤] {فَإِذَا اسْتَوَيتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون: ٢٨] فاستواء الله على عرشه الذي تمدح به وأثنى به على نفسه بالغ من الكمال والجلال ما يقطع علائق أوهام المشابهة بينه وبين استواء خلقه، كقدرته وعلمه وحياته؛ لأن ذاته حق، وجميع

<<  <   >  >>