فَصَارَ مَا بَيْنَهُمَا فَجْوَةٌ ... يَمْشِي بِهَا الرَّامِحُ وَالنَّابِلُالنَّبَالُ: الَّذِي يَعْمَلُ النّبلَ والنَّابِلُ الَّذِي يَحْمِلُ النّبلَ وَكَذَلِكَ سَيَّافٌ وَسَايِفٌ وَرَمَّاحٌ وَرَامحٌ وَنَحْوَهُ.وَقَالَ النَّابِغَةُ فِي صِفَةِ السُّيُوْفِ (١):تَقُدُّ السَّلْوُقِيَّ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ ... وَيُوْقِدْنَ بِالصِّفَاحِ نَارَ الحَبَاحِبِزَعَمَ أَنَّ هَذَا السَّيْفَ يقُدُّ الدّرْعَ المُضَاعَفَةَ وَالفَارِسَ وَالفَرَسَ ثُمَّ يَقَعُ فِي الأَرْضِ فَيقْدَحُ النَارَ مِنَ الحِجَارَةِ.وَهَذَا بَعْدَ قَوْلِهِ (٢):وَلَا عَيْبَ فِيْهِمْ غَيْرَ أَنْ سُيُوْفَهمْ ... بِهُنَّ فُلُوْلٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِوَقَالَ أَيْضًا يَصِفُ حَوْمَ الطَّيْرِ حَوْلَ العَسْكَرِ (٣):جَوَانِحُ قَدْ أَيْقَنَّ أَنَّ قَبِيْلَةَ ... إِذَا مَا الْتَقَى الجمْعَانِ أَوَّلُ غَالِبِفَجَعَلَ الطَّيْرَ الَّذِي يَتْبَعُهُمْ تُوْقِنَ أَنَّ قَبْيْلَةَ غَالِبٌ وَقَدْ تَقَدَّمَهُ الأَفْوَهُ الأودِيُّ إِلَى هَذَا المَعْنَى بِقَوْلهِ (٤):وَتَرَى الطَّيْرَ عَلَى آثَارِنَا ... رَأْيَ عَيْنٍ ثِقَةً أَنْ سَتُمَارُوَلَكِنْ مِنَ أَيْنَ لِلأَفْوَهِ ابْتِدَاءُ النَّابِغَةِ بِمَا يَنْقَادُ إِلَيْهِ القَوْلُ قَبْلَ اسْتِتْمَامِهِ وَهُوَ (٥):إِذَا مَا غَزَا بِالجَيْشِ حَلَّقَ فَوْقَهُمْ ... عَصَائِبَ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعَصَايِبِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute