الشيخين وتعقبه الذهبي فقال أشعث هذا ثقة لكن ما احتجَّا به.
ومن ذلك ما جاء في حديث سعيد بن جُهْمان عن سفينة مولى أم سلمة رضي الله عنها قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه فقال:«أيكم رأى الليلة رؤيا؟» قال: فصلى ذات يوم فقال: «أيكم رأى رؤيا؟» فقال رجل: أنا رأيت يا رسول الله، كأنَّ ميزانًا دلي به من السماء فوضعت في كفة ووضع أبو بكر في كفة أخرى فرجحت بأبي بكر فرفعتَ وترك أبو بكر مكانه فجيء بعمر بن الخطاب فوضع في الكفة الأخرى فرجح به أبو بكر فرفع أبو بكر وجيء بعثمان فوضع في الكفة الأخرى فرجح عمر بعثمان ثم رفع عمر وعثمان ورفع الميزان، قال: فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال:«خلافة النبوة ثلاثون عامًا ثم تكون ملكًا». قال سعيد بن جُهْمان: فقال لي سفينة: أَمْسِك، سنتي أبي بكر، وعشر عمر، وثنتي عشرة عثمان، وست علي رضي الله عنهم، رواه البزار مختصرًا والحاكم وهذا لفظه وفيه مؤمل بن إسماعيل. قال الهيثمي: وثقه ابن معين وابن حبان وضعفه البخاري وغيره وبقية رجاله ثقات. قلت: وحديث أبي بكرة المذكور قبله يشهد له ويقويه.
ومن ذلك ما رواه أبو داود عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إني رأيت كأن دلوًا دلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربًا ضعيفًا ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيء. ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" من طريق أبي داود، ورواه ابن شيبة مختصرًا لم يذكر فيه غير أبي بكر وعمر، ورواه الإمام أحمد من حديث سمرة بن جندب أن رجلاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رأيت كأن دلوًا دليت من السماء» فذكر الحديث في شرب أبي بكر وعمر، قال:«ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب فانتشطت منه فانتضح عليه منها شيء» ولم يذكر عليًا.
كذا جاء في رواية أحمد أن الرؤيا كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجاء في رواية ابن أبي شيبة وأبي داود أن الرؤيا كانت لرجل من الصحابة. ومخرج الحديث