واحد لأن كلاً من المذكورين قد رواه من طريق حماد بن سلمة عن الأشعث ابن عبد الرحمن الجرمي عن أبيه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، فأما أحمد فرواه عن عبد الصمد وعفان عن حماد بن سلمة، وأما ابن أبي شيبة فرواه عن عفان عن حماد بن سلمة، وأما أبو داود فرواه عن محمد بن المثنى عن عفان عن حماد بن سلمة؛ وعلى هذا فلا تخلو إحدى الروايتين من الغلط، ولعل ذلك في رواية أحمد وأنه قد وقع من بعض النساخ ويكون الصواب أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيت، والله أعلم.
وليس في الحديث تأويل للرؤيا، وتأويلها ينطبق على الخلافة كما تقدم النص على ذلك في حديثي أبي بكرة وسفينة رضي الله عنهما. وقوله في أبي بكر رضي الله عنه أنه شرب شربًا ضعيفًا إنما هو إشارة إلى قصر مدة ولايته، قاله الخطابي. قال: وذلك لأنه لم يعش أيام الخلافة أكثر من سنتين وشيء وبقي عمر عشر سنين وشيئًا فذلك معنى تضلعه. انتهى.
وأما قوله: فانتشطت منه، فمعناه نزعت وجذبت. قال الجوهري: نشطت الدلو من البئر نزعتها بغير بكرة. وقال ابن منظور في "لسان العرب": نشط الدلو عن البئر نزعها وجذبها من البئر صُعُدًا بغير قامة وهي البكرة فإذا كان بقامة فهو المتح. انتهى.
ومن المنامات التي أَوَّلَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا أم العلاء الأنصارية عينًا تجري لعثمان بن مظعون، وقد جاء ذلك فيما رواه الإمام أحمد والبخاري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أم العلاء – وهي امرأة من نسائهم بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: طار لنا عثمان بن مظعون في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين فاشتكى فمرضناه حتى توفي ثم جعلناه في أثوابه فدخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، قال:«وما يدريك؟» قلت: لا أدري والله، قال:«أما هو فقد جاءه اليقين إني لأرجو له الخير من الله والله ما أدري – وأنا رسول الله – ما يفعل بي ولا بكم»، قالت أم العلاء: فوالله لا أزكي أحدًا بعده، قالت: ورأيت لعثمان في النوم عينًا تجري فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -