للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذكرت ذلك له فقال: «ذاك عمله يجري له».

قولها: طار لنا عثمان، قال ابن حجر: يعني وقع في سهمنا.

ومن المنامات التي أَوَّلَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا عبد الله بن سلام رضي الله عنه في الأخذ بالعروة والاستمساك بها وقد روي ذلك عنه من طريقين.

أحدهما: عن قيس بن عُبَاد قال: كنت بالمدينة في ناس فيهم بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل الجنة، هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين يتجوز فيهما ثم خرج فاتبعته فدخل منزله ودخلت فتحدثنا فلما استأنس قلت له: إنك لما دخلت قَبْلُ قال رجل كذا وكذا، قال: سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لِمَ ذاك رأيت رؤيا على عهد رسول - صلى الله عليه وسلم - فقصصتها عليه، رأيتنى في روضة – ذكر سعتها وعشبها وخضرتها – ووسط الروضة عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: ارقه، فقلت له: لا أستطيع فجاءني مِنْصف – قال ابن عون والمنصف الخادم – فقال: بثيابي من خلفي – وَصَفَ أنه رفعه من خلفه بيده – فرقيت حتى كنت في أعلى العمود فأخذت بالعروة، فقيل لي: استمسك فلقد استيقظت وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى وأنت على الإسلام حتى تموت»، قال: والرجل عبد الله بن سلام، رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم.

وفي رواية للبخاري ومسلم عن قيس بن عُباد قال: كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر فمرّ عبد الله بن سلام فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فقمت فقلت له: إنهم قالوا كذا وكذا، قال: سبحان الله ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم، إنما رأيت كأن عمودًا وضع في روضة خضراء فنصب فيها وفي رأسها عروة وفي أسفلها منصف – والمنصف الوصيف – فقيل لي: ارقه، فرقيت حتى أخذت بالعروة فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى».

<<  <   >  >>