الطريق الثاني: عن خَرَشَة بن الحرّ قال: قدمت المدينة فجلست إلى شِيْخة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء شيخ يتوكأ على عصا له فقال القوم: من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فقام خلف سارية فصلى ركعتين فقمت إليه فقلت له: قال بعض القوم كذا وكذا فقال: الحمد لله الجنة لله عز وجل يدخلها من يشاء وإني رأيت على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - رؤيا رأيت كأن رجلاً أتاني فقال: انطلق، فذهبت معه فسلك بي منهجًا عظيمًا فعرضت لي طريق عن يساري فأردت أن أسلكها فقال: إنك لست من أهلها ثم عرضت لي طريق عن يميني فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل زلق فأخذ بيدي فزجل بي فإذا أنا على ذروته فلم أتقارَّ ولم أتماسك فإذا عمود من حديد في ذروته حلقة من ذهب فأخذ بيدي فزجل بي حتى أخذت بالعروة فقال: استمسك، فقلت: نعم فضرب العمود برجله فاستمسكت بالعروة فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:«رأيت خيرًا أما المنهج العظيم فالمحشر وأما الطريق التي عرضت عني يسارك فطريق أهل النار ولست من أهلها، وأما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل الجنة، وأما الجبل الزلق فمنزل الشهداء، وأما العروة التي استمسكت بها فعروة الإسلام فاستمسك بها حتى تموت». قال: فأنا أرجو أن أكون من أهل الجنة. قال: وإذا هو عبد الله بن سلام، رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجه.
وقد رواه مسلم بأطول من هذا ولفظه عن خَرَشَة بن الحرّ قال: كنت جالسًا في حلقة في مسجد المدينة قال: وفيها شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام قال: فجعل يحدثهم حديثًا حسنًا، قال: فلما قام قال القوم: من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، قال: فقلت: والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته، قال: فتبعته فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة ثم دخل منزله، قال: فاستأذنت عليه فأذن لي فقال: ما حاجتك يا ابن أخي؟ قال: فقلت له: سمعت القوم يقولون لك لما قمت من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني أن أكون معك، قال: الله أعلم بأهل الجنة وسأحدثك ممّ قالوا، ذاك إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي: قم فأخذ بيدي فانطلقت معه، قال: فإذا أنا بجوادّ عن شمالي