مقاومة الأمراض، فشخص مريض بالسل مثلًا قد يساعد على شفائه هواء جيد في منطقة جبلية، بينما تعرض الإنسان لجو بارد ممطر قد يساعد على إصابته بأمراض مثل النزلات الشعبية أو غيرها.
كذلك يؤثر المناخ على نمو وانتشار أنواع الجراثيم التي تسبب الأمراض ويصدق هذا خاصة على الملاريا التي لا تنتشر إلا تحت ظروف جوية معينة من ناحية الحرارة والرطوبة، هذا فيما يتعلق بميكروب المرض وبالنسبة أيضًا للبعوض الذي يحمله.
ولا شك أن هناك عدد كبير من الأمراض يرتبط انتشارها بمواسم معينة وذلك مثل نزلات البرد والنزلات الشعبية، فأكثر حالات الإصابة بالبرد تحدث في شهور يناير وفبراير ومارس "في نصف الكرة الشمالي" وأقلها في يوليو وأغسطس. وقد أثبتت الإحصائيات الخاصة بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية أن عدد الوفيات يزداد عندما تنخفض الحرارة أو ترتفع فجأة عن المعدل العادي١. كذلك لوحظ أن الإصابة بالنزلات الشعبية تزداد في العروض الباردة عن العروض المدارية الحارة، وأن لأشعة الشمس أثر حسن في معالجة الجروح وبعض الأمراض الجلدية. كما وجد أيضًا أن جرثومة السل Tubercle bacilli إذا تعرضت لأشعة الشمس يقف نشاطها في ظرف ساعة واحدة، بينما في الضوء العادي تظل نشيطة ما بين ٦، ٢٤ساعة، وفي الظلام تعيش في حالة نشاط ما بين شهرين وثمانية عشر شهرًا، لذلك فإن مستشفيات الأمراض الصدرية لا بد أن توجد في مناطق مشمسة.
١ Huntington, Ellsworth, Weather and health a study of daily mortality in New York City, Nat. Res. Council Bull. ٧٥. ١٩٣٠, ١٦١ pp.