يمكن فقدانها. كذلك يفقد الجسم جزءًا من حرارته عن طريق العرق وتبخره وذلك في الأوقات التي ترتفع فيها حرارة الجو. ولا يتوقف شعور الإنسان بالراحة على الحرارة فقط وإنما على عوامل أخرى مثل حركة الهواء ودرجة الرطوبة، ففي وقت تكون فيه الرطوبة النسبية ٤٠% قد تكون درجة حرارة ٢٥ ْم ملائمة لجسم الإنسان بينما مع درجة حرارة ٢٠ ْم ورطوبة نسبية تصل إلى ٨٠% يصبح الإنسان أقل ارتياحًا. كذلك إذا تحرك الهواء بسرعة فإن الجسم يفقد حرارته بسرعة ويشعر الإنسان بالبرد.
ويجب ألا ننسى أن الهواء الحار إذا كانت رطوبته منخفضة جدًّا فإنه أيضًا لا يلائم الإنسان حيث إن الجفاف الشديد يؤذي الجلد ويؤدي إلى تشققه كذلك يؤدي إلى جفاف الأنف والحلق ويزيد قابلية الإنسان لنزلات البرد. وعلى كل حال فإن أنسب درجات الرطوبة هي ما تتراوح بين ٤٠% و٦٠%. ويمكن تشبيه جسم الإنسان بالترمومتر المبلل من ناحية تأثره بحرارة الجو، وقد وجد أن الإنسان يبدأ بالشعور بعدم الارتياح إذا وصلت درجة حرارة الترمومتر المبلل ٢٩ ْم١.
المناخ والأمراض:
الأمراض التي تنتج عن المناخ مباشرة قليلة العدد، وأهم هذه الأمراض الإعياء الناتج عن شدة الحرارة وضربة الشمس والعمى الناتج عن شدة أشعة الشمس ولدغة البرد. ولكن قد يزيد المناخ أو يقلل من مقدرة الإنسان على
١ Ward, Robert De Courcy Climate, Corsidered especially in relation to man, Ed. ٢, ٣٨٠ pp. New York and London, ١٩١٨.