ورغم أن وسائل التدفئة الحديثة وتكييف الهواء قد جعلت من المناخ عاملًا ثانويًّا داخل المسكن إلا أن السطح الخارجي للمنزل يظل معرضًا للأحوال الجوية السائدة، فالجدران والسقف تمتص قدرًا كبيرًا من أشعة الشمس ثم تشعه بدورها إلى داخل المسكن. وتنال الجدران المتجهة ناحية الجنوب والغرب قدرًا من الأشعة أكبر من القدر الذي تناله الجدران المواجهة لناحيتي الشمال والشرق "نصف الكرة الشمالي" كذلك تختلف حرارة الجدران المعرضة للشمس عن تلك الواقعة في الظل وقد يصل هذا الاختلاف إلى ٢٠ ْم. كذلك ترتفع حرارة السقف ارتفاعًا كبيرًا عندما تسقط عليه أشعة الشمس. وقد عملت تجارب في هذه الناحية فوجد أنه عندما تكون درجة حرارة الهواء ٢٥ ْم فإن السقف الخشبي تصل حرارته إلى ٥٨ ْم. كما وجد أيضًا أن الجدار الذي سمكه ١٠سم يسمح لقدر يبلغ ١/٦ كمية الأشعة الواقعة عليه من الخارج بالنفاذ إلى داخل المسكن بينما الجدار الذي سمكه ٢٠سم يسمح لقدر يبلغ ١/٣٦ فقط من الأشعة الواقعة عليه بالنفاذ إلى الداخل. ومعنى هذا أن معظم التسخين الذي يحدث للمنزل من الداخل يتسرب عن طريق النوافذ والأبواب.
أما أثناء الليل فإن الجدران والسقف قد تنخفض حرارتها بمقدار درجتين أو ثلاثة عن حرارة الهواء. وقد وجد المهندسون المختصون بعمليات تكييف الهواء أنه إذا دامت درجة حرارة الهواء تحت ١٧ ْم أو فوق ٢٥ ْم لفترة طويلة فإن ذلك يستلزم التدفئة في الحالة الأولى والتبريد في الحالة الثانية حتى تصبح حرارة المسكن ملائمة. وفي تخطيط حاجة منزل ما للتدفئة أو التبريد يراعى موقعه بالنسبة للمنازل الأخرى من حيث تلاصقها أو تباعدها إذ إن تلاصق المنازل مع بعضها يجعلها في حاجة أقل للتدفئة. كذلك هناك اختلاف بين الطوابق المختلفة فالمعروف أن الأدوار السفلى تكون الاختلافات الحرارية فيها أقل وضوحًا بين فصل وآخر إذا قورنت بالأدوار العليا حيث المدى الحراري كبير.