للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أما عن مناخ الحجرة فهو يتوقف على طبيعة جدرانها وعلى اتجاه فتحات نوافذها وأبوابها وعلى طبيعة أرضيتها. وقد وجد أن حجرة صغيرة المساحة بها نافذة متوسطة الاتساع تفتح في اتجاه شمالي تحتاج إلى قدر من التدفئة في الشتاء يبلغ خمسة أضعاف ما تحتاجه حجرة أخرى نافذتها جنوبية. ويرجع هذا إلى استفادة النافذة الجنوبية بقدر كبير من أشعة الشمس. أما حالة الجدران والأرضية فتمثل عاملًا هامًّا يؤثر في حرارة الحجرة، إذ إن الجدران الباردة تجعل الإنسان يشعر بالبرد حتى لو كانت حرارة الهواء في الغرفة ليست شديدة الانخفاض، إذ إن الجسم في هذه الحالة سوف يفقد حرارته بالإشعاع إلى الجدار. كما أن الأرضية الباردة تؤدي إلى فقدان حرارة الجسم عن طريق الأقدام فيشعر الإنسان بالبرد خاصة إذا كان هناك تيار هوائي خفيف قرب سطح الأرض كما هي العادة غالبًا، إذ إن الهواء الدافئ في الحجرة يعمد إلى الارتفاع إلى أعلى بينما الهواء البارد يهبط إلى أسفل وبذلك تتعرض أقدام الشخص لمناخ يختلف عن المناخ الذي تتعرض له رأسه. ويتجه مهندسو المباني في بعض البلاد إلى وضع أنابيب مياه ساخنة في أرضية الحجرات. لذلك في دراسة مناخ الحجرة لا بد من مراعاة جميع الارتفاعات وليس ارتفاعًا واحدًا فقط. كذلك يختلف تركيب الهواء داخل الحجرة عنه في حالة الهواء الطلق إذ تقل نسبة الأكسجين وتزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون داخل الحجرات المسكونة، كما تزداد نسبة المواد العالقة في داخل الحجرات بنسبة ٢٥% عنها في الخارج وبالتدخين داخل الحجرة قد تصل النسبة إلى ٢٠٠% أن ٣٠٠%.١

وقد استطاع الإنسان بوسائله الحديثة أن ينظم درجات الحرارة داخل المسكن


١ Landsberg, Helmut Physical Climatology, ٢ nd. ed. State college, Pa, ١٩٤٢, p ٢٢٦.

<<  <   >  >>