ويقوم الإنسان أيضًا بإنشاء البحيرات الصناعية أو زراعة النباتات لتخفيف شدة الحرارة في منطقة مجاورة أو زراعة أشجار طويلة لتقوم كمصدات للرياح فتمنع سفي الرمال والأتربة عن الحقول الزراعية.
غير أن أمل البشرية لا يتركز في هذه النواحي المحدودة التي سبق ذكرها مثل تسخين حديقة موالح أو إسقاط الأمطار من سحابة موجودة بالفعل. وإنما الآمال تتعلق عادة بتغيير المناخ على أساس إقليمي، وقد قويت تلك الآمال بعد التقدم العلمي الكبير الذي حققه الإنسان في القرن العشرين. ومن أمثلة تلك الآمال التي يرنو إليها الإنسان تحويل مجرى تيار الخليج الدافئ لكي يمر قريبًا من سواحل نيو إنجلند وشرق كندا وبذلك يؤدي إلى تدفئة مناخ هذه الجهات في فصل الشتاء١، وذلك بدلًا من أن ينحرف التيار في اتجاهه نحو الغرب عبر المحيط الأطلسي في تجاه غرب أوربا. وقد كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن إمكانية استخدام الطاقة الذرية لهذا الغرض. وشبيه بهذا الحلم ما تقدم به اليابانيون في أعقاب الحرب الثانية إلى السلطات الأمريكية مطالبين باستخدام الطاقة الذرية لتحويل مجرى تيار كيروشيو الدافئ ليمر بجوار السواحل الشمالية لجزر اليابان. غير أن أحدًا من العلماء لم يتقدم حتى الآن بمشروع عملي لتنفيذ ذلك، هذا بالإضافة إلى أن تيار الخليج الدافئ أو تيار كيروشيو يمران بمناطق رتبت حياتها منذ مئات السنين على الظروف المناخية التي يجلبها التيار، ولا شك أن تحويل مجراه يسيء إليها أشد إساءة.
ومن المقترحات الأخرى الخاصة بتغيير المناخ استخدام الطاقة الذرية أيضًا
١ Willett, Hurd C., and Frederick Sanders, Drscripive Medeorology, ٢ nd. ed, New York ١٩٥٩, p ٣٤٢-٣٤٦.