إنتاج المطاط المزروع في جزر الهند الشرقية. وما يقال عن المطاط يقال عن بقية الأشجار مثل نخيل الزيت والماهوجني والأبنوس وغيرها من الأشجار التي يمكن الاستفادة من ثمارها أو أخشابها.
والسنة الزراعية في الإقليم الاستوائي غير منظمة بمعنى أنه لا يوجد تقسيم فصلي لمراحل الزراعة المختلفة، فلا يوجد فصل معين للبذر وآخر للحصاد، بل إن الفوضى التي وجدناها في النبات الطبيعي نجد مثيلًا لها في النبات المزروع.
ويصحب انتشار المزارع عادة انتشار المساكن ونشأة القرى والمدن، مما أدى إلى تعمير جهات كثيرة من الإقليم الاستوائي ونشاط الحركة التجارية إلى جانب النشاط الزراعي. وكان لا بد بعد هذا التغيير الاقتصادي في حياة الغابة أن تتقدم طرق المواصلات، ولكن في هذه الناحية أيضًا تتغلب طبيعة الغابة الاستوائية التي تجعل مد الطرق البرية وصيانتها أمرًا عسيرًا للغاية يتطلب مجهودًا كبيرًا ومالًا وفيرًا ومن أجل هذا ما زالت الأنهار أيسر السبل لاجتياز الغابات الاستوائية فتركزت على شواطئها مراكز العمران المختلفة.
ورغم كل هذه الجهود البشرية ما زال معظم الغابات الاستوائية على حالته الطبيعية لم تغير منه المحاولات التي بذلت لاستغلاله، وعلى الأخص غابات الأمازون والكنغو. وأما غابات ساحل غانة وشبه جزيرة الملايو وجزر الهند الشرقية فقد تقدم الاستغلال الاقتصادي بها تقدمًا كبيرًا.
ب- غابات البحر المتوسط:
يشغل إقليم البحر المتوسط المناخي الأجزاء الغربية من سواحل المنطقة المعتدلة الدفيئة، والنوع النباتي الطبيعي القائم في هذا الإقليم هو الغابات الدائمة الخضرة؛ لأن الظروف المناخية به تلائم نمو الأشجار ولا تلائم نمو الحشائش؛ وذلك لأن فصل المطر يتفق مع فصل البرودة، والشجرة هي النوع النباتي الذي يلائم هذه الحالة المناخية -حالة اجتماع المطر والبرودة في فصل واحد- إذ ترتوي الشجرة بالماء وتقاوم البرودة بمتانة بنيانها، وأما الحشائش فلا تستطيع