للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولكنها في الأصل من أشجار الإقليم الصيني أو الإقليم المداري ونقلها الإنسان إلى إقليم البحر المتوسط، إذ إنها تحتاج إلى رطوبة في فصل الصيف، وهي صفة لا تتوفر في إقليم البحر المتوسط، ولذلك لا بد لهذه الأشجار من أن تعتمد على الري الصناعي في فصل الصيف.

ولا تنمو بهذا الإقليم نباتات مائية كثيرة إلا حيث تساعد العوامل المحلية على وجود الرطوبة في فصل الصيف كالأحراش التي تنمو على شواطئ الأنهار وكبساتين البرتقال التي تعتمد على الري، وكأشجار كاليفورنيا الحمراء التي ترتوي من الضباب في فصل الصيف الجاف.

وتنمو النباتات الحولية سريعًا في فصل الربيع وتنتج حبوبها قبيل حلول فصل الجفاف، ويتخذ بعضها لنفسه جذورًا بصلية أو درنية، وتزدهر النباتات عادة في أوائل الربيع ثم تموت أزهارها في أوائل الصيف ولكن تبقى جذورها حية.

ورغم أن كثيرًا من أشجار هذا الإقليم لا قيمة له كمورد للخشب فإن إزالة هذه الأشجار لاستغلال الأرض في الزراعة لا يكون إلا حيث تصلح التربة لذلك وحيث يتوفر الري الصناعي.

وينمو في هذا الإقليم بعض العشب ولكنه عشب فقير قليل القيمة لا يصلح إلا لغذاء الماعز وهو حيوان هزيل يرضى بالقليل. ويمكن القول بصفة عامة بأن الحشائش ليست من نباتات البحر المتوسط؛ لأن موسم الحرارة لا يتفق مع موسم الرطوبة، ولهذا كانت الظروف أكثر ملاءمة لنمو الأشجار، ولما كانت المراعي الغنية غير موجودة بهذا الإقليم فقد تعذرت تربية الماشية وحل محلها الماعز وعلى ذلك نجد بهذا الإقليم نقصًا طبيعيًّا في موارد اللحوم وموارد الألبان كالزبد واللبن، ويحل محلها الفول بدلًا من اللحم وزيت الزيتون بدلًا من الزبد وعصير الفاكهة بدلًا من اللبن.

<<  <   >  >>