للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الذي يتصف به فصل الصيف، وتتخذ النباتات وسائل عدة لمقاومة الجفاف وتحاول بكل وسيلة الإقلال من إفراز المياه ومن هذه الوسائل سمك القشرة والأوراق الشوكية والأوراق ذات الغطاء الشمعي أو الوبري، وفي الحالات التي يعجز فيها النبات عن مقاومة الجفاف يتحول الإقليم إلى تربة جرداء وصخور عارية.

ومن صفات هذا الإقليم المناخية كذلك ازدياد كمية المطر مع الارتفاع؛ لأن المطر التضاريسي غير قاصر على شهور الشتاء، وقد أدى هذا إلى كثافة الغابات الجبلية، ولكن الأشجار تتحول في هذه الحالة إلى أشجار نفضية عريضة الأوراق مثل شجرة الزان وأبو فروة، ثم تتحول هذه الغابة في أعلى الجبال إلى منطقة أعشاب ألبية.

الاستثمار الاقتصادي:

رغم أن هذا الإقليم إقليم أشجار لا تعتبر الأخشاب من موارده الاقتصادية. وبينما لا تستغل أخشاب الأشجار نجد ثمارها عظيمة القيمة، فتزرع أشجار الفواكه معتمدة على الرطوبة الطبيعية أو على الري. وإلى جانب زراعة الأشجار تزرع النباتات الحولية كالخضروات والحبوب، وعلى الأخص القمح.

ومن أشجار هذه المنطقة ما يقاوم الجفاف بطبيعته كالزيتون، ومنها ما يحتاج إلى ري كالموالح، وهذه تشغل العمال في فصل الصيف "فصل الجفاف" ويلائم طول هذا الفصل نمو بعض الفواكه كالعنب، كما يلائم صناعة تجفيف الفواكه. بصفة عامة كالزبيب والتين. وأما فصول المطر "الشتاء والربيع" فتلائم زراعة الخضروات والحبوب التي يتم نضجها وضمها في أوائل فصل الصيف.

وتنقسم الأشجار في هذا الإقليم إلى أشجار أصيلة وأشجار دخيلة، فالأشجار الأصيلة هي التي بها خاصية مقاومة الجفاف كأشجار الزيتون والتين والعنب وهذه من الأنواع التي تقاوم الجفاف بواسطة تعمق جذورها في التربة، وأما الأشجار الدخيلة فتحتاج في هذا الإقليم إلى ري صناعي إذ لا تحتمل موسم الجفاف الطويل، ومن أمثلتها أشجار الخوخ والبرتقال والليمون، ومع ذلك فقد استقرت هذه الفواكه في كل جهات إقليم البحر المتوسط المناخي حتى أصبحت تعتبر من مميزاته

<<  <   >  >>