للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المتوسط" وبين الحافة الشرقية لهذه المنطقة "الإقليم الصيني" فإقليم البحر المتوسط أقل غنى في أشجاره؛ إذ ليست لأشجاره قيمة اقتصادية تذكر، وأقل غنى في مراعيه؛ حيث إنه لا يصلح لنمو الأعشاب، وأقل غنى في زراعته؛ بسبب قلة كمية المطر وطول فصل الجفاف. وأما في الإقليم الصيني فقد عرفنا أن لأشجاره قيمة اقتصادية كبيرة كمورد للأشجار. من حيث الرعي نجد أعشاب هذا الإقليم غنية بسبب توفر الدفء والمطر في كل فصول السنة. ومن حيث الزراعة تنمو به غلات قيمة كالتبغ والقطن والذرة والأرز والشاي وقصب السكر والبرتقال، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الفاكهة لا تحتاج إلى ري، وتؤدي الظروف المناخية إلى نجاح الزراعة هنا نجاحًا عظيمًا، فالصيف طويل وفير الرطوبة خالي من الصقيع خلوًّا تامًّا لمدة ثلاثة شهور على الأقل، ولذلك كان هذا الفصل ملائمًا للنمو الغزير وتجنى الغلات في الخريف قبل حلول برودة الشتاء بعكس إقليم البحر المتوسط الذي تجنى غلاته في الربيع قبل حلول فصل الصيف فالعامل المناخي الهام في إقليم البحر المتوسط هو الرطوبة؛ وذلك لتوفر الدفء طول العام, وأما العامل المناخي الهام في إقليم الصين فهو الحرارة؛ وذلك لتوفر الرطوبة طول العام.

وبينما نوع الحبوب السائد في إقليم البحر المتوسط هو القمح بسبب وجود فصل حار جاف يساعد على النضج والحصاد، نجد نوع الحبوب السائد في إقليم الصين هو الذرة في الجهات المتوسطة المطر، والأرز في الجهات الغزيرة المطر، وهما نوعان من الحبوب يحتاجان إلى حرارة ورطوبة مجتمعتين في فصل واحد، وكقاعدة عامة لا تنجح زراعة الحبوب الأخرى بإقليم الصين بسبب عدم وجود فصل حار جاف يسمح بنضجها وجنيها. ولكن يعوض هذا أن هذه الحرارة والرطوبة مجتمعتين في فصل الصيف يؤديان إلى ازدهار نباتات أخرى ذات قيمة اقتصادية كبيرة. مثل التوت والشاي الذين يغلان غلة من الأوراق القيمة خلال هذا الفصل.

والغالب في هذا الإقليم أن تزرع الأرض بمحصول واحد في السنة. ولكن في جهاته التي تتمتع بشتاء دافئ تزرع الأرض بغلة أخرى بعد جني الغلة الصيفية.

<<  <   >  >>