وبسبب هذه الطاقة العظيمة في الإنتاج الزراعي، سواء ما يستخدم منها في إنتاج المنسوجات كالقطن والتوت، أو في إنتاج المواد الغذائية كالحبوب والفاكهة والشاي، كان هذا الإقليم قادرًا على إعالة عدد كبير من السكان. ولذلك عرفت بعض جهات هذا الإقليم بازدحام السكان بها ازدحامًا شديدًا.
ثانيًا: الغابات النفضية:
تنفض الأشجار أوراقها لأسباب مختلفة, ففي الإقليم الموسمي تسقط الأشجار أوراقها في فصل الصيف اتقاء شدة الحرارة، وفي الإقليم المعتدل تسقط الأشجار أوراقها في فصل الشتاء اتقاء شدة البرد. على أن الإقليم الرئيسي للغابات النفضية هو الحافة الغربية من المنطقة المعتدلة للباردة "إقليم غرب أوربا المناخي" ثم الحافة الشرقية من هذه المنطقة "إقليم سنت لورنس المناخي" ويعتبر هذان الإقليمان الموطن الأصلي للغابات النفضية، وهذا يرجع إلى أن أوراق الأشجار بهما رقيقة تتأثر سريعًا بالصقيع، فاختارت الأشجار فصل الشتاء ليكون فترة سكونها، فتتخلص من أوراقها قبل حلول هذا الفصل. ويطلق على الفصل الذي تتخلص فيه، الأشجار من أوراقها فصل السقوط في بعض الأقاليم، كما يطلق عليه اسم فصل الخريف في أقاليم أخرى مثل إنجلترا.
ولا بد لقيام الغابات النفضية من وجود فصل شتاء بارد طويل ينخفض متوسط الحرارة به إلى أقل من ٦ ْم، وهي النهاية الصغرى اللازمة لنمو النبات. فإذا ما كان الشتاء معتدلًا غير بارد كما في بعض جهات غرب أوربا نمت الأشجار الدائمة الخضرة ذات المظهر شبه المداري مثل أشجار عنب الديب في جنوب غرب أيرلنده وأشجار الآس والصفصاف في كورنوال، ولكن أغلب جهات إقليم غرب أوربا يسودها الشتاء الطويل البارد ولذلك كان النبات الطبيعي السائد بهذا الإقليم هو الغابات النفضية وتمتد هذه الغابات لمسافة كبيرة في الداخل إلى أن يضع تناقص المطر حدًّا لامتدادها، ويكون ذلك عند خط طول ٥٠ ْشرقًا في أوراسيا، وأما في أمريكا الشمالية فامتداد الغابة النفضية