محدود، ومعظم الغابة بالحافة الغربية من المنطقة المعتدلة الباردة من النوع المخروطي، ولا تمتد شرقًا إلى ما بعد جبال كورديلليرا.
ولا ينتج المناخ البحري الصرف -أي الواقع على حافة البحر مباشرة- أحسن الغابات النفضية؛ لأن من شروط قيام هذه الغابات وضوح الانتقال الفصلي في الحرارة والمطر، وهو شرط غير متوفر على السواحل، يضاف إلى هذا أن الرياح المحملة بالأملاح ضارة بالأشجار. ولكن بمجرد أن نغادر الشريط الساحلي ونصل إلى الجزء الداخلي الذي يوصف مناخه بأنه شبه بحري يجود نمو الغابات النفضية، ومن أمثلة ذلك غابات إنجلترا وفرنسا وألمانيا ومن أهم أشجار هذه الغابات البلوط والزان والدردار والإسفندان وأبو فروة والزيزفون والبتولا.
وكذلك تتحول الغابة النفضية بالتدريج كلما اتجهنا شرقًا إلى منطقة حشائش ثم إلى منطقة شبه صحراوية بسبب تناقص المطر، حتى إذا ما اقتربنا من الحافة الشرقية تظهر الغابة من جديد بسبب تزايد المطر من جديد، ولكن الغابات في شرق القارات ليست نفضية صرفة، بل إن أشجارها خليط من المخروطية والنفضية. ثم إذا سرنا نحو القطب نجد أن هذه الأنواع النباتية كلها تتحول إلى غابات مخروطية تمتد في شريط متصل من شرق القارات إلى غربها خلال أوراسيا وأمريكا الشمالية وهي غابات لا تتبع المناخ المعتدل البارد الذي نحن بصدده وإنما تتبع المناخ البارد الصرف الذي سيرد ذكره فيما بعد.
الاستثمار الاقتصادي:
أخشاب الغابات النفضية ذات قيمة عظيمة إذ يمكن قطعها وتشكيلها بسهولة وهي في هذه الميزة تفوق أخشاب الغابات الاستوائية. ومن مميزات الغابة النفضية أيضًا تجمع النوع الواحد من الأشجار في بقعة واحدة إذ إن هذا ييسر عملية الاستغلال ويزيد من قيمتها الاقتصادية بالإضافة إلى قيمة أخشابها.