وكانت الغابات النفضية تغطي جهات كثيرة من شمال غرب أوربا ووسطها ولكنها اجتثت في الوقت الحالي وحلت محلها الزراعة والرعي والصناعة، وأما في أمريكا الشمالية فلم يتقدم المجهود البشري تقدمًا كبيرًا في إقليم الغابات النفضية؛ لأن معظم كلومبيا البريطانية -حيث تسود هذه الغابات- جبلي شديد الوعورة لا يشجع كثيرًا على الاستيطان البشري والاستغلال الاقتصادي، وعلى العكس من ذلك إقليم الغابات النفضية في شرق القارات، فقد تقدم هذا الإقليم تقدمًا كبيرًا في العالم الجديد حيث اجتثت الغابات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كندا وحلت محلها حركة صناعية كبرى. بينما في العالم القديم ما زال هذا الإقليم على حالته الطبيعية فلم يحدث في الإقليم الأسيوي تقدم صناعي كبير يضارع التقدم الذي وجد في الولايات المتحدة الأمريكية. وما زالت منشوريا معتبرة من الأقطار التي لم تعمل فيها يد الإنسان بالتغيير الكبير.
ولقد سببت عملية إزالة الغابات النفضية اختفاء هذا النوع من مساحات كبيرة حيث حلت محلها الحشائش. ثم تزال هذه الحشائش في الغالب لكي تحل محلها الزراعة، والحشائش التي تحل محل الغابات بعد قطعها تكون عظيمة الكثافة بسبب غزارة المطر كما أنها تنمو في جميع فصول السنة بفضل شتاء المناخ البحري المعتدل؛ ولذلك تعتبر غذاء جيدًا للقطعان ولا سيما الماشية المدرة للألبان.
الغابات الموسمية:
تنمو هذه الغابات في جهات تشبه إقليم الغابات الاستوائية من حيث الحرارة وأما من حيث المطر فيوجد بها فصل جاف، وكان من الضروري أن يسبب هذا الفصل الجاف في جهات الغابات الموسمية اختلاف هذه الغابات عن الغابات الاستوائية، ويمكن أن نحصر وجوه الاختلاف بين النوعين فيما يلي:
١- الغابات الموسمية غابات نفضية أو على الأقل شبه نفضية، فهي ليست دائمة الخضرة كالغابات الاستوائية بل تنفض أشجارها أوراقها العريضة في موسم الجفاف اتقاء لفقدان الرطوبة.
٢- الغابات الموسمية ليست في كثافة الغابات الاستوائية بل تتباعد