للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكذلك في إفريقية في السودان ومرتفعات شرق أفريقية وحول صحراء كلهاري وتمتد في جنوب هذه القارة حتى ناتال، وتوجد في أستراليا على هيئة نطاق دائري حول الصحراء الوسطى.

وواضح من هذا التوزيع أن حشائش السفانا تنمو في الأجزاء الداخلية من الإقليم المداري، وأما الجهات البحرية من هذا الإقليم فتنمو بها الغابات الضخمة القريبة الشبه من الغابات الاستوائية؛ وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي تسقط طول العام على هذه الجهات البحرية من الإقليم المداري.

وقد سبق أن بينا الظروف المناخية في الأجزاء الداخلية من الإقليم المداري، وعرفنا أن السنة فيها تنقسم إلى فصلين: فصل الشتاء وتهب فيه الرياح التجارية الجافة، ثم فصل الصيف وتسقط فيه أمطار انقلابية تعمل على خلق نوع من الحشائش يمتاز بالطول والغزارة بسبب توفر الرطوبة والحرارة في فصل واحد.

ويستحيل نمو الغابات في الأجزاء الداخلية من الإقليم المداري بسبب طول فصل الجفاف، وتصبح الحشائش هي النوع النباتي الوحيد الذي يستطيع النمو بغزارة وعلى نطاق واسع في هذه الأجزاء فتنمو وتكبر بسرعة مدهشة في موسم المطر وتموت بسرعة مدهشة كذلك في موسم الجفاف على أنه توجد في وسط حشائش السفانا أشجار قليلة متفرقة هنا وهناك، وليست هذه الأشجار من أشجار الجهات البحرية بهذا الإقليم، وإنما هي نوع من الأشجار التي تقاوم موسم الجفاف بوسائل مختلفة.

والمنظر العام لإقليم السفانا أشبه بالبستان؛ لأنه عبارة عن امتداد هائل من الحشائش الطويلة تتخلله أشجار قليلة مبعثرة هنا وهناك، وفي البقع المنخفضة من هذا الإقليم تتجمع الأشجار في شكل غابة صغيرة، ثم على الحافات الجبلية تتفرق الأشجار أو تختفي تمامًا.

ويبلغ طول حشائش السفانا من مترين إلى ثلاثة أمتار، ولكنها في بعض

<<  <   >  >>