القارة في العروض الصحراوية فتنحصر الصحراء في شريط ضيق بين الجبال وبين الساحل في كل من بيرو وشمال شيلي وليس معنى الصحراء خلو الإقليم من النبات خلوًّا تامًّا بل معناه فقره الشديد في الحياة النباتية، وتنمو في الصحراء الحارة نباتات ذات طابع خاص فلا يستطيع أن يعيش في هذه الصحراء -بدون الري- إلا النباتات التي تحتمل الجفاف الشديد والتي تستطيع مقاومته بخفض البخر إلى أدنى حد ممكن وبمد جذورها في الأرض إلى أبعد حد ممكن حتى تصل إلى مستوى الماء الباطني، وباختزان المياه في سوقها وأوراقها ومن النباتات الصحراوية ما يبقى هامدًا عدة شهور بل عدة سنوات حتى إذا سقط عليه المطر استيقظ وعاد إلى الحياة. وبسبب عدم انتظام المطر الصحراوي لا توجد دورة فصلية للنبات بل نجد النبات الصحراوي وليد الصدفة يزدهر بسرعة عجيبة إذا سقط المطر، ولكنه ازدهار مؤقت لا يلبث أن يزول في فترة قصيرة.
وحيثما تقترب الصحراء من البحر كما في بيرو وجنوب غرب إفريقية ينشأ من ذلك مصدر آخر من مصادر الرطوبة -غير المطر- يتمثل في الضباب الذي يتوغل في داخل اليابس في بعض الأحيان، ولبعض النباتات الصحراوية خاصية امتصاص الرطوبة من الضباب والندى بواسطة أوراقها, ومن أمثلة ذلك أيضًا اليمن حيث يغطي سفوحها ضباب من البحر الأحمر فيمد أشجار البن بالرطوبة فضلًا عن أنه يظللها ويحميها من شمس النهار المحرقة.
الاستغلال الاقتصادي للصحاري الحارة:
ليست الصحراء عديمة القيمة من ناحية الاستغلال الاقتصادي بل تستغل بعض جهاتها في ناحيتين هامتين: هما الزراعة واستخراج المعادن.
الاستغلال الزراعي:
نجد في بعض الصحاري أجزاء تقوم بها الزراعة المعتمدة على المياه الجوفية. وهذه هي التي نسميها الواحات. فالواحات عبارة عن أحواض منخفضة تتسرب إليها المياه من الجهات المرتفعة المحيطة بها ثم تظهر في منخفضات الواحات