على شكل ينابيع وآبار تكفي مياهها لري عدد كبير من الأفدنة وإعالة عدد وافر من السكان.
ومن أحسن الأمثلة على ذلك واحات الصحراء الغربية في مصر مثل الخارجة وسيوة، هذا فضلًا عن أن بعض جهات الصحراء تجري فيها أنهار تنبع من جهات بعيدة عن الإقليم الصحراوي وتصل إلى الجهات الصحراوية فتجعل منها أقاليم وافرة الثروة الزراعية، ومن أحسن الأمثلة على ذلك مصر التي هي قطعة من الصحراء الصميمة أحالها النيل إلى قطر زراعي من الدرجة الأولى، ومن أحسن الأمثلة كذلك على تحول الصحراء إلى أرض مزروعة ما حدث في صحراء الكلورادو في أمريكا الشمالية وفي حوض نهر السند بالباكستان.
ومما يبعث على الدهشة ذلك القدر الضئيل من المطر -أو حتى الندى- الذي تنمو عليه الغلات على حافات الصحراء، ولكن يمكن القول إن الزراعة في الصحراء تعتمد اعتمادًا رئيسيًّا على الري إما من المجاري المائية السطحية وإما من موارد الماء الباطنية حيث تنشأ الواحات وأشهر الغلات الصحراوية نخيل البلح الذي يجد في الصحراء الحارة أنسب الظروف لنموه، فرغم تعطش جذوره للمياه يتلفه المطر في فترة التلقيح كما يتلف ثمرته فيما بعد. فلكي ينتج النخيل ثمرًا جيدًا يحتاج إلى فصل حار طويل وهو ما لا يتوفر في الصحاري الباردة.
وحيث يمكن الري تزرع الذرة بنوعيها الشامي والرفيعة وكذلك البقول تحت ظلال النخيل، وفي بعض الأحيان ينمو الكروم حيث تتسلق فروعه على جذوع النخيل وتنتج البساتين الصحراوية في بعض الجهات الرمان والتوت والكروم والمشمش والطباق والأفيون والقطن والقمح والذرة والشعير والبرسيم والبطيخ، وكل هذا بفضل وسائل الري الصناعي؛ وذلك لأن تربة الصحراء حينما تروى تكون شديدة الخصوبة عظيمة الإنتاج.
الاستغلال المعدني:
أجزاء كثيرة من الصحاري الحارة غنية بالمعادن، وإذا كان توزيع النبات