للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يرتبط بالمناخ ويعتمد على توفر المياه للنبات وللإنسان الذي يستغل هذا النبات, فإن توزيع المعادن لا يرتبط بشيء من هذا بل يوجد في جهات جرداء من الماء والنبات والإنسان. ومع ذلك يلجأ الإنسان لاستغلالها وينقل إليها بوسائل النقل الحديثة حاجته من الماء والطعام، ومن أمثلة ذلك منطقة النترات في شيلي ومنطقة الذهب في غرب استراليا ومنطقة الفوسفات وزيت البترول في صحراء مصر الشرقية.

وفي كثير من الأماكن لا يحتاج كشف المعادن بالصحراء إلى مجهود كبير بل تتركز الأملاح السطحية بحيث يقوم التعدين المثمر ومثال أملاح النترات في شيلي والفوسفات في تونس، ولهذه الأملاح قيمة كبيرة كسماد، ولا شك أنه من المفارقات العجيبة أن أعظم مخصب في العالم يجلب من أشد أجزاء العالم جدبًا!.

وخلاصة هذا أن الصحراء الحارة تساهم في الإنتاج العالمي بنصيب وافر، وهي تضم خليطًا من السكان يشتغل فريق منهم بالزراعة وفريق بالتعدين وفريق ثالث بالتجارة, غير أن الأجزاء الصحراوية ذات القيمة الاقتصادية لا تكون إلا نسبة ضئيلة جدًّا من المساحات الصحراوية بالعالم.

ب- الصحراء المعتدلة:

العامل الرئيسي في تكوين هذه الصحراء هو المناخ، فالمناخ في هذه الصحراوات قارس إذ تشتد الحرارة صيفًا وتشتد البرودة شتاء، وتتكون عليها في فصل الشتاء مناطق متسعة من الضغط المرتفع بسبب برودة الهواء، كما تتكون عليها في فصل الصيف مناطق من الضغط المنخفض تجذب لها الرياح من المحيط، ومع ذلك لا يسقط بها إلا نذر يسير من المطر؛ وذلك لأن الرياح تقطع مسافات بعيدة أو تجتاز جبالًا عالية قبل الوصول إلى هذه الجهات، وبذلك تفقد معظم ما بها من رطوبة قبل الوصول إليها، على أن بعض جهات هذا الإقليم القريبة من البحر المتوسط يسقط بها مطر شتوي ومثال ذلك إيران.

<<  <   >  >>