وتغطي بعض جهات هذه الصحاري المعتدلة طبقة فقيرة من الحشائش تتحول بالتدريج إلى مراعي الإستبس المعروفة.
وترجع قحولة الصحراوات المعتدلة إلى ثلاثة عوامل رئيسية هي:
أولًا: البعد عن البحر.
ثانيًا: شكلها الحوضي بين أراضٍ مرتفعة.
ثالثًا: ضد الإعصار الذي يقوم عليها شتاء.
ونتيجة لهذا لا تستطيع الرياح الحاملة للمطر أن تتوغل في هذه الجهات، ثم هي إذا استطاعت الوصول إليها فإنما تهبط إلى أحواض، وبذلك تزيد حرارتها وتزداد قابليتها لحمل رطوبة جديدة لا للتخلص مما بها من رطوبة.
ولا يتسع اليابس في العروض الوسطى اتساعًا يسمح بتكون الصحاري المعتدلة إلا في أوراسيا وأمريكا الشمالية وأما في نصف الكرة الجنوبي فلا نجد ما يجوز أن يعتبر من الصحاري المعتدلة إلا بتاجونيا، فهذه رغم ضيق أمريكا الجنوبية تعتبر صحراء بسبب الحاجز المحكم الذي تكونه الإنديز ضد الرياح الغربية.
وأما في أوراسيا فتمتد هذه الصحراوات المعتدلة من بحر قزوين إلى حافة خنجان ولكنها غير متصلة بل تقوم فيها مجموعات من الجبال تكون واحات عالية تقطع الصحراء إلى عدد من الأحواض المنعزلة. وتتمثل الصحراء المعتدلة في أمريكا الشمالية في الحوض العظيم.
وهنا ينبغي أن نلتفت إلى نوع الواحات في الصحراء الحارة والصحراء المعتدلة، فالواحات في الصحراء الحارة عبارة عن منخفضات تعتمد على الماء الباطني وأما الواحات في الصحراء المعتدلة فعبارة عن جبال مرتفعة تتلقى الرطوبة من طبقات الجو.