اشتهر العرب بالجود والكرم، حتى تأصل في نفوسهم، وامتلأت به قلوبهم، ومن أشهرهم حاتم الطائي، قابله مرة جماعة في الطريق، فسألهم عن حالهم، فقالوا: هل من طعام؟ فأجابهم: أتسألون عن الطعام وإبلي أمامكم؟ ثم قام ونحر لهم ثلاثة من الإبل، لكل واحد منهم جمل، فقالوا فيه أشعارا سجلوا فيها فضله، وانصرفوا لشأنهم.
تدريب ٤
عمر بن الخطاب
نشأ رضي الله عنه، نشأة أشراف قريش. رعى الماشية صغيرا، ثم تعلم الكتابة، ومارس شؤون الحرب والتجارة، حتى عظم شأنه، ولجّ في مناوأة الإسلام، إلى أن رُئِي يدخل على زوج أخته فيؤذيه على إسلامه. فقدمت إليه أخته صحيفة تقرئه فيها آيات من سورة طه، فلم يكد يقرؤها حتى آمن. ولي الخلافة بعد أبي بكر، فكان مضرب المثل في العدل والورع، وسداد الرأي.
تدريب ٥
ما خاب من استشار
قيل لرجل من بني عبس: ما أكثر صوابكم في مباشرة ما تأتون، ومجانبة ما تعرضون عنه، قال: نحن ألف رجل، وفينا رجل واحد حازم ذو رأي ومعرفة، فنحن نشاوره في الجليل والحقير، ونعمل برأيه ومشورته، فكأنما إذا عملنا برأيه، قد عملنا برأي ألف رجل حازم، وجدير بألف حازم أن يصيبوا.
تدريب٦
احترام المعلم
كان التلميذ في الماضي يعرف حق معلمه، يقف إذا مر به، ويبدأ بتحيته، ويحمل كتبه، ولا يجلس حتى يجلس. كان الكسائي معلما للأمين والمأمون. وعلم الرشيد بما صنعاه معه، فطلب الكسائي، فلما حضر سأله: من أعز الناس؟ فقال لا أعلم أعز من أمير المؤمنين.
فقال الرشيد: إن أعز الناس من يتسابق على حمل نعليه وليا عهد المسلمين. فأخذ الكسائي يعتذر خشية أن يكون قد أخطأ.