قال -رحمه الله- عن جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما- وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه:((بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني، فأنزل الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [(١ - ٥) سورة المدثر] فحمي الوحي وتتابع.
الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- قال في صحيحه: قال ابن شهاب: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: وهو يحدث عن فترة الوحي فذكر الحديث، قال: ابن شهاب، الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- لم يدرك ابن شهاب، فهل هذا من المعلقات؟ ولماذا جاء بالواو؟ قال ابن شهاب: وأخبرني أبو سلمة، يقول ابن حجر:"إنما أتى بحرف العطف ليعلم أنه معطوف على ما سبق؛ كأنه قال: أخبرني عروة بكذا، وأخبرني أبو سلمة بكذا، يعني قال ابن شهاب: أخبرني عروة بكذا، وأخبرني أبو سلمة بكذا، فعلى هذا يكون هذا الحديث بالإسناد السابق فلا يعد من المعلقات"، يقول القسطلاني -رحمه الله-: مقول القول لا يكون
بالواو، وحينئذٍ فليس هذا من التعاليق، ولو كانت صورته صورته"، صورة المعلق، خلافاً للكرماني حيث أثبته منها وقد خطأه ابن حجر في الفتح.
مناسبة الحديث في بدء الوحي ظاهرة لظهور علاقته بالحديث الذي قبله وهو يحدث عن فترة الوحي، يقول: وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: ((بينا أنا أمشي ... )) الخ، فعلاقته ببدء الوحي ظاهرة جداً، وجابر بن عبد الله راوي الحديث، جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري الخزرجي، المتوفى سنة ثمانٍ وسبعين، وهو آخر الصحابة موتاً بالمدينة، وله في الصحيح تسعون حديثاً.