والناطور: هو حافظ البستان، وهو لفظ أعجمي تكلمت به العرب، وفي رواية:(الناظور) بالمعجمة، وفي رواية الليث: عن يونس بن ناطوراء، بزيادة ألفٍ في آخره، والواو عاطفة، فالقصة الآتية موصولة إلى ابن الناطور مروية عن الزهري خلافاً لمن توهم أنها معلقة أو مروية بالإسناد المذكور عن أبي سفيان، والتقدير عن الزهري أخبرني عبيد الله، وذكر الحديث، ثم قال الزهري: وكان ابن الناطور يحدث، فذكر هذه القصة، "صاحب إيلياء" أي أميرها و (صاحب) منصوب على الاختصاص أو الحال، لا خبر كان؛ لأن خبرها إما (إسقفا) أو (يحدث) وجوز كونه خبر لكان؛ لأنه لا مانع من تعدد الخبر، وفي رواية:(صاحبُ) بالرفع صفة لابن الناطور، وجوز بعضهم إعرابه خبر مبتدأ محذوف أي هو صاحب إيلياء.
"وهرقلَ" مجرور عطفاً على إيلياء، أي صاحب إيلياء وصاحب هرقل، وأطلق عليه الصحبة إما بمعنى التبع، وإما بمعنى الصداقة، "أسقفا" هذه اللفظة رويت بألفاظٍ متعددة، بضم الهمزة مبنياً للمفعول، وفي رواية:(أُسقفّاً) بتشديد الفاء، بضم الهمزة وسكون السين، وضم القاف وتشديد الفاء، وفي رواية:(أُسقفَاً) مثلها إلا أنها بتخفيف الفاء، والتشديد:(أُسْقُفّاً) قال النووي: هي الأشهر، وفي رواية:(سُقُّفَ)"على نصارى الشام" لكونه رئيس دينهم، أو عالمهم، أو هو قيم شريعتهم، وهو دون القاضي، أو هو فوق القسيس ودون المطران، "يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء" عند غلبة جنوده على جنود فارس، وإخراجهم في سنة عمرة الحديبية، "أصبح خبيث النفس" رديئها غير طيبها، مما حل به من الهم، وعبر بالنفس عن جملة الإنسان روحه وجسده اتساعاً لغلبة أوصاف الجسد على الروح، وفي رواية:"أصبح يوماً خبيث النفس" أصبح خبيث النفس، هي هو كله خبيث، قالوا: عبر بالنفس عن جملة الإنسان عن روحه وعن جسده عن كامله لغلبة أوصاف الجسد على الروح، يعني تطلق الروح يراد به الجسد، كان هذا مرادهم.