بلا شك أن الجليس له دور كبير في توجيه الإنسان، وقصة أبي طالب حينما حضرته الوفاة وهي في الصحيح، لما قال له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ يعني المسألة مصيرية، لو قال: لا إله إلا الله، ((قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله)) فخسر الدنيا والآخرة من أجل قرناء السوء.
المقدم: تفضلوا بالحديث عن تراجم هذا الحديث أحسن الله إليكم.
الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- خرج الحديث في اثني عشر موضعاً، وحقيقة مثل هذه الأحاديث، أحاديث بدء الوحي قد لا يحس الإنسان بقيمة هذه التراجم؛ لأنه لا يظهر فيها فقه عملي، في بدء الوحي، لكن بدءً من كتاب الإيمان ثم العلم ثم العبادات والمعاملات وغيرها تظهر ميزة تراجم الإمام -رحمه الله- ودقة فقهه، لكن هذا مسلك سوف يكون أو نسير عليه -إن شاء الله- بالكتاب كله.
أقول: خرج الإمام -رحمه الله- الحديث في اثني عشر موضعاً:
الأول: بدء الوحي، قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان أخبره فذكره مطولاً كما سمعنا، ومناسبة الحديث في بدء الوحي أنه مشتمل على ذكر جمل من أوصاف من يوحى إليه، يعني في مساءلات هرقل لأبي سفيان كلها أوصاف النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو الموحى إليه، طرف في الموضوع، وأيضاً فإن قصة هرقل متضمنة كيفية حال النبي -صلى الله عليه وسلم- في ابتداء الأمر، وأيضاً الابتداء يناسب البدء من هذه الحيثية.