فقال -رحمه الله تعالى-: "الحمد لله البارئ المصور الخلاق"(الحمد) فيما حققه العلامة ابن القيم في الوابل الصيب هو: الإخبار عن الله بصفات كماله -سبحانه وتعالى- مع محبته والرضا به، وأما الثناء فهو تكرير المحامد شيئاً بعد شيء، وجمهور العلماء يفسرون الحمد بأنه الثناء على المحمود بصفاتِ جلاله ونعوت جماله الاختيارية، ولا شك أن الحمد غير الثناء، ففي الحديث الذي خرجه مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال عن الله -سبحانه وتعالى-: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال: حمدني عبدين، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى عليَّ عبدي)) فجعل الحمد غير الثناء، ولذا المتجه في تعريف الثناء ما قاله العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- أنه هو الإخبار عن الله بصفات كماله -سبحانه وتعالى- مع محبته والرضا به، وأما الثناء فهو تكرير المحامد شيئاً بعد شيء يقال له: ثناء.
"لله" الله علمٌ على ذات الرب -سبحانه وتعالى- المستحق لجميع المحامد الذي لا إله غيره ولا رب سواه.
"البارئ" بالهمز من البرء، وهو التهيئة للخلق، وقيل: هو الذي يخلق الخلق بريئاً من التنافر، ولا شك أن نعمة الخلق من أعظم البواعث على الحمد؛ لكون ذلك أول نعمة أنعم الله بها على الحامد وعلى غيره، وقال الحليمي:"معناه الموجد لما كان في معلومه من أصنافِ الخلائق" البارئ هو الموجد لما كان في معلومه من أصناف الخلائق، وهو الذي يشير إليه قوله -عز وجل-: {مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} [(٢٢) سورة الحديد] يعني من قبل أن نوجدها، "المصور" المعطي كل مخلوقٍ صورته، وقال الخطابي:"المصور هو الذي أنشأ خلقه على صورٍ مختلفة ليتعارفوا بها، والتصوير التخطيط والتشكيل"، "الخلاق" الخلق إيجاد الممكن وإبرازه من العدم إلى الوجود، أي أن الله -سبحانه وتعالى- هو موجد الكائنات، الخلاق صيغة مبالغة من الخلاق، كلٌ من الخلاق والخالق من أسماء الله -سبحانه وتعالى-.