"الوهاب" المتفضل بالعطايا المنعم بها، لا عن استحقاقٍ عليه، "الفتاح" الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق، "الرزاق" المنعم على عباده بإيصال حاجتهم من الرزق، وقال الخطابي:"هو المتكفل بالرزق، القائم على كل نفسٍ بما يقيمها من قوتها" وكل ما وصل منه إليه من مباحٍ وغيره فهو رزق الله، وعلى هذا فالكسب المحرم رزق عند أهل السنة، وإن أخرجه المعتزلة من كونه من مسمى الرزق، على معنى أن الله قد جعله قوتاً ومعاشاً بغض النظر عن وسيلة إليه.
"المبتدئ بالنعم قبل الاستحقاق" يقول الخطابي: "من كرم الله -سبحانه وتعالى- أنه يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق لمن أسديت إليه" والمراد بالنعم ما يشمل النعم الدنيوية والأخروية.
بعد أن أثنى على الله -سبحانه وتعالى- حمده بما يليق بجلاله وعظمته ثنى بالصلاة على نبيه -عليه الصلاة والسلام- فأردف الحمدلة بالصلاة على رسوله فقال:"وصلاته وسلامه على رسوله الذي بعثه ليتمم مكارم الأخلاق" فعل ذلك -رحمه الله- لكون الرسول -عليه الصلاة والسلام - الواسطة في وصول جميع الكمالات العلمية والعملية إلينا من الله -عز شأنه- الذي بعثه الله –سبحانه- ليتمم ما جاءت به الرسل قبله من مكارم الأخلاق والشيم، "وفضله على كافة المخلوقين على الإطلاق، حتى فاق جميع البرايا في الآفاق" والآفاق جمعُ أفق، وهو الناحية من الأرض والسماء، والأحاديث الواردة في فضله -عليه الصلاة والسلام- على جميع الخلق أكثر من أن تحصى، فهو سيد ولد آدم، وأول شافع مشفع، وخاتم الأنبياء وأكرم المرسلين، "وعلى آله" أهل بيته وهم مؤمنو بني هاشم وبني المطلب أو أتباعه على دينه كما قاله جمعٌ من أهل العلم.