يقول: في هامش فرع اليونينية: كهي، هذا كلام القسطلاني، لماذا اضطر إلى الفرع وقدمها على الأصل؟ لماذا ما قال: في هامش اليونينية وانتهى الإشكال؟ قال: في هامش فرع اليونينية: كهي، وهذا يستعمله كثيراً القسطلاني؛ لماذا يقدم الفرع على الأصل؟ أولاً: لم يتيسر له الحصول على الأصل في أول الأمر، وجد الفرع -فرع اليونينية-، وقابل نسخته عليها ستة عشر مرة، حتى أتقن نسخته؛ ولذا شرحه من أضبط الشروح بالنسبة للفظ الصحيح، سواء كان في المتون والأسانيد وصيغ الأداء وغيرها، قابل نسخته التي شرحها على الفرع اليونيني ستة عشر مرة، ثم تيسير له أن وجد المجلد الثاني من اليونينية الأصلية، فقابل عليها مراراً، ثم وجد المجلد الأول بعد حين فقابل عليه وجد الفرع مطابق تماماً للأصل، فاعتنى به، وقدمه على الأصل؛ لأنه هو السابق في الوجود بالنسبة له، هذا هو السبب، قوله: وستون، يقول ابن حجر: لم تختلف الطرق عن أبي عامر، يعني: العقدي، شيخ شيخ المؤلف في ذلك، وتابعه يحيى الحماني عن سليمان بن بلال، وأخرجه أبو عوانة من طريق بشر بن عمرو عن سليمان بن بلال، فقال: بضع وستون أو بضع وسبعون، على الشك، وكذا وقع التردد في رواية مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار، ورواه أصحاب السنن الثلاثة من طريقه، فقالوا: بضع وسبعون من غير شك، ورجح البيهقي رواية البخاري لأن سليمان لم يشك، قال الحافظ: وفيه نظر لما في رواية بشر من التردد، قال ابن حجر: لكن يرجح بضع وستون على بضع وسبعين بأنه المتقين؛ لأن العدد الأقل دائماً هو المتقين، وما عداه مشكوك فيه، رجح الحليمي وعياض والنووي رواية بضع وسبعون لكونها زيادة ثقة، قال: ابن حجر لا يستقيم ذلك؛ لأن الذي زادها لم يستمر على الجزم بها، لا سيما مع اتحاد المخرج، وبهذا يتبين شفوف ونظر البخاري، يعني: دقة نظر الإمام البخاري.