قوله في الحديث:((والحياء شعبة من الإيمان)) الشعبة القطعة والخصلة والجزء، والحياء بالمد، قالوا في اللغة: تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، وقد يطلق على مجرد ترك الشيء بسبب، والترك إنما هو من لوازمه، الترك هو من لوازم الحياء، وليس هو الحياء، يقول الواحدي: قال أهل اللغة: الاستحياء من الحياة، واستحيا الرجل من قوة الحياء فيه لشدة علمه بمواقع العيب، قال: والحياء من قوة الحس ولطفه، لا شك أن الذي يستحي هو الشخص الحساس، أما الشخص الذي لا يكترث، وليست لديه الحساسية المطلوبة شرعاً مثل هذا لا يستحي، والاستحياء كما في قوله:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي} [(٢٦) سورة البقرة] هو بياءين كما هو معروف في لغة قريش، وإن كانت لغة تميم بياء واحدة، ولذا جاء في الحديث:((إذا لم تستحي -بياء- فاصنع ما شئت)) لا بد من ذكر الياء؛ لأنه حذف واحدة وبقي واحدة للجازم، هذه لغة قريش، وأما مقتضى لغة تميم تقول:((إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت)) في الصحيح متن الحديث على لغة قريش: ((إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)) والترجمة من صنيع الإمام البخاري على لغة تميم، باب:(إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت)) هذا من اللطائف.