المقدم: الله المستعان، كأني أيضاً بكم تشيرون إلى قضية سلامة الناس في أديانهم أيضاً، مما يحصل من بعض الكتبة مع الأسف في التسلط على أديان الناس والتعرض لمعتقداتهم، كأنكم تشيرون إلى أن هذا الأمر خطير أيضاً يا شيخ.
المحافظة على الدين أولى من المحافظة على النفس والمال وغيرها من الضرورات، فالضرر في الدين أبلغ؛ لأنه باقٍ، فالشخص الذي يتضرر دينه بسبب شخص ما لا شك أنه يهلكه، ويقضي عليه، أما الضرر الدنيوي فهو لا يلبث إما أن يزول أو يستمر حتى وفاة الشخص وعمره محدود، لكن أين هذا من الضرر في الدين الذي يكون بناء عليه قد يدخل بسببه النار -نسأل الله العافية-، قد يكفر بسبب كلمة يضل بها -نسأل الله العافية-، نعم.
والمراد بالسلامة هنا ما لم يكن ذلك بحق كحد أو تعزير أو تأديب على أن ذلك في التحقيق ليس إذاء، بل هو استصلاح، إذا كان عدم السلامة بحق كإقامة حد على مرتكب معصية، أو تأديب مخالف، أو تعزير هذا في الحقيقة ليس بإذاء حقيقي، وإن كان في الظاهر إذاء يتألم من أقيم عليه الحد، لا شك أنه يتألم من أقيم عليه الحد أو التعزير أو التأديب، لكن مصلحته أعظم، هو استصلاح وطلب للسلامة للشخص نفسه ولغيره، ولو في المآل، وهذا من جوامع كلمه -عليه الصلاة والسلام- التي لم يسبق إليها.