بل حقيقة الهجرة تحصل لمن هجر ما نهى الله عنه، زاد ابن حبان والحاكم:((والمؤمن من أمنه الناس)) وقال النووي: المهاجر الكامل، قال العلماء: أعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- المهاجرين أنه أوجب عليهم أن يهجروا ما نهى الله تعالى عنه، ولا يتكلوا على الهجرة، وقيل: شق فوات الهجرة على بعضهم ففعل المهاجر المطلوب الكامل من هجر ما نهى الله تعالى عنه، ومن ذلك الهجرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال أهل اللغة: الهجر ضد الوصل، ومنهم قيل للكلام القبيح: الهُجر بضم الهاء؛ لأنه ينبغي أن يهجر، والهاجرة وقت يُهجر فيه العمل، والمهاجر هو الذي فارق عترته ووطنه.
والحديث أخرجه الإمام البخاري هنا في كتاب الإيمان، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره، ثم قال: قال أبو عبد الله: وقال أبو معاوية: حدثنا داود عن عامر قال: سمعت عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال عبد الأعلى عن عامر عن عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأراد بهذا التعليق بيان سماع الشعبي من عبد الله، ونبه بالتعليق الآخر على أن عبد الله الذي أهمل في رواية هو عبد الله بن عمرو الذي بين في رواية رفيقه.