يقول: ويبعد ما جوزه بعضهم أن يكون ابن عمر -رضي الله عنهما- سمعه من النبي -عليه الصلاة والسلام- على الوجهين، ونسي أحدهما عند رده على الرجل، ووجه بعده أن تطرق النسيان إلى الراوي عن الصحابي الذي هو حنظلة أولى من تطرقه إلى الصحابي، يقول: كوننا نقول: حنظلة نسي أفضل من أن نقول: إن ابن عمر نسي.
يقول: وكيف وفي رواية مسلم من طريق حنظلة بتقديم الصوم على الحج؟ فدل على أن حنظلة مرة يرويه بالتقديم، بتقديم الصوم، ومرة يرويه بتقديم الحج، وهماً منه، نعم لكن لو قال قائل: إن هذه الواو لا تقتضي الترتيب، فمرة يقدم الحج ومرة يقدم الصوم، المسألة ما تحتاج إلى ترتيب، نعم، ممكن؟
المقدم: ممكن.
لكن غالباً في مثل هذه الأمور التي من الإسلام بالمكان المعلوم.
المقدم: يأتي ترتيبها بناءً على أهميتها.
يأتي ترتيبها على أهميتها، كما جاء في قوله -جل وعلا-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللهِ} [(١٥٨) سورة البقرة] النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رقي الصفا قال:((أبدأُ بما بدأ الله)) وفي رواية: ((ابدؤوا)) أمر ((بما بدأ الله به)) فلا شك أن الأولية لها دخل في الأولوية، هذا مقرر عند أهل العلم، لكن إذا أشكل لا شك أن الواو لمطلق الجمع، إذا لم يكن هناك مخرج.
يقول: وكيف وفي رواية مسلم من طريق حنظلة بتقديم الصوم على الحج، ويؤيده ما وقع عند البخاري في التفسير بتقديم الصيام على الزكاة، أفيقال: إن الصحابي سمعه على ثلاثة أوجه؟ هذا مستبعد، والله أعلم.
وأبدى النووي سبباً آخر في إنكار ابن عمر على الراوي بأن ابن عمر أراد تأديب هذا الراوي، ابن عمر عند النووي يرويه على الوجهين، لكن كيف ينكر ابن عمر على الراوي هذا وجهاً ثبت عنده عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ورواه عنه بالأسانيد الصحيحة؟ يقول النووي .. ، أبدى النووي سبباً آخر في إنكار ابن عمر على الراوي بأن ابن عمر أراد تأديب الراوي.