التقى مع السندين السابقين، وأخبرني به عالياً يعني بإسنادٍ عالي، والإسناد العالي عند أهل العلم ما قلت فيه الوسائط بين الراوي وبين النبي -عليه الصلاة والسلام-، يعني ما قل عدد رجاله فهو الإسناد العالي، وما كثر عدد رجاله فهو الإسناد النازل، وأعلى ما في الكتب الستة الثلاثيات، وفي البخاري منها (٢٢) حديثاً ثلاثياً، وأنزل ما في البخاري حديثٌ واحد تساعي وفيه ثماني أيضاً، وأنزل ما في الكتب الستة حديثٌ عند النسائي فيه أحد عشر راوياً، هذا حديثٌ نازل جداً يتعلق بسورة الإخلاص وفضلها، وعلى كل حال الثلاثيات في الصحيح، وهو الذي يهمنا (٢٢) حديثاً جلها عن المكي بن إبراهيم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع، وهذا أعلى ما في الكتب الستة.
المقدم: من البخاري إلى النبي ثلاثة؟
من البخاري إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ثلاثة رواة، لكن لو صاروا أربعة صار أنزل خمسة أنزل إلى التساعي الذي هو أنزل ما في الصحيح.
المقدم: قال: أنبأنا به الشيخ الصالح أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهروي الصوفي، قال: أنبأنا الشيخ الفقيه عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداويدي، قال: أنبأنا به الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي.
مثل هذا الاسم حمويه وسيبويه ونفطويه المختار عند أهل اللغة أنه على هذه الصيغة مختوم بويه، وأهل الحديث يقول: حمويتا سيبويتا راهويتا، وأما أهل اللغة فيقولون: راهويه سيبويه نفطويه حمويه، وأهل اللغة هم المرجع إليهم في هذا الباب كما هو معروف، والذي يجعل أهل الحديث لا يلفظون بويه يروون في الباب حديث أن ويه اسم من أسماء الشيطان فلا يريدون أن ينطقون به، والحديث ضعيفٌ جداً لا يثبت.
المقدم: قال: أنبأنا به الشيخ الصالح محمد بن يوسف الفربري، قال: أنبأنا به الإمام الكبير أبو عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري -رحمه الله تعالى-، ولكل واحدٍ من هؤلاء المذكورين إلى البخاري أسانيد كثيرة بطرق متنوعة، ولي -بحمد الله- أسانيد غير هذه عن مشايخ كثيرين يطول تعدادهم، اقتصرت منها على هذه الطرق لشهرتها وعلوها.