"بذي الحليفة" في معجم ما استعجم للبكري يقول: ذو الحليفة تصغير حلفة، وهي ماء بين بني جشم بن بكر بن هوازان، وبين بني خفاجة العقيليين، بينه وبين المدينة ستة أميال، وقيل: سبعة، وهو كان منزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من المدينة لحج أو عمرة؛ فكان ينزل تحت شجرة في موضع المسجد، الذي بذي الحليفة اليوم، فإذا قدم راجعاً هبط بطن الوادي، فإذا ظهر من بطن الوادي أناخ بالبطحاء.
المقدم: وهو معروف عند العرب.
معروف.
المقدم: يعني قبل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هو موضع معروف، نعم.
وفي فتح الباري يقول: ذا الحليفة بالمهملة والفاء مصغراً مكان معروف بينه وبين مكة مائتا ميل غير ميلين قاله ابن حزم، ابن حزم حج وإلا ما حج؟ ما حج، وتقديره لهذه المسافات بالنقل عن غيره، يعني بين مكة والمدينة كم كيلو؟ أربعمائة كيلو.
المقدم: وبين ذي الحليفة ومكة مائتين ميل على كلامه، مائة وثمانية وتسعين ميل.
أين؟
المقدم: بين ذي الحليفة ومكة.
مائة وثمانية وتسعين ميل، والميل؟
المقدم: كيلو وزيادة.
كيلوين إلا ثلث، ألف وسبعمائة تقريباً، فيكون مقدارها ثلاثمائة وأربعين تقريباً، لا شك أن الطرق والمسالك تختلف، لا يمكن ضبطها.
وقال غيره: بينهما عشر مراحل.
المقدم: والمرحلة؟
المرحلة مسافة أربعين كيلو؛ لأن اليومين القاصدين هي مسافة القصر قدروها بثمانين كيلو، فعشر مراحل مقاربة.
وقال النووي: بينها وبين المدينة ستة أميال، ووهم من قال: بينهما ميل واحد، وهو ابن الصباغ.
وبها مسجد يعرف بمسجد الشجرة، خراب، وبها بئر يقال لها: بئر علي.
"ثم يهل" الإهلال رفع الصوت بالتلبية، قال الزمخشري في الفائق: الإهلال رفع الصوت بالتلبية، ومنه: إهلال الهلال واستهلاله، إذا رُفع الصوت بالتكبير عند رؤيته، واستهلال الصبي تصويته عند ولادته.
"حتى تستوي به الراحلة" واستواؤها كمال قيامها، قائمة حال، وموضع الإهلال إهلال النبي -عليه الصلاة والسلام- فيه كلام طويل، وفيه روايات، ولا بد من التوفيق بينها.
المقدم: يعني نتركها إلى حلقة أخرى؟
نعم.
المقدم: النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع واعد الناس في ذي الحليفة، وإلا واعدهم في أثناء الطريق؟