لا، أبداً، هو الليث بن المظفر، وذكرنا أنه قد يتكايس بعضهم فيقول: إن لم يكن ابن سعد فلا أدري من هو؟ وهذا كله دليل على عدم معاناة.
المقدم: البحث.
البحث من مظانه وعن أهله، يعني: التفنن في العلوم، فكل علم يؤخذ من أهله.
قال الليث: الرفث كالجماع، وأصله قول الفحش، قال الله تعالى: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} [(١٩٧) سورة البقرة] وقال الزجاج: أي لا جماع، ولا كلمة من أسباب الجماع، وأنشد:
. . . . . . . . . ... عن اللّغَا ورفث التكلمِ
قال: والرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من أهله، وذكر عن ابن عباس -رضي الله عنهما- ما يدل على أن الرفث خاص بما خُوطبت به المرأة، أما إذا كنت تتحدث مع الرجال.
المقدم: ما تقول رفث.
لا، افعل ما شئت، لا تواجه النساء بالكلام هذا، بهذا الكلام الرفث.
المقدم: نعم.
وينسب له حتى ابن كثير -رحمه الله- ذكره في تفسيره، وذكره الأزهري في تهذيبه، وذكره ابن دريد في الجمهرة، ذكره بيت لا أدري يثبت عن ابن عباس أو لا يثبت:
"إن تصدق الطير" فأتى بكلمة سافلة، لا تليق بمقامه -رضي الله عنه وأرضاه-.
المقدم: فضلاً عن أن تصدق الطير ما يقول هذا.
عن كونه تشاؤم، نعم.
المقدم: ولذلك يذكرها بعض المفسرين مع الأسف في كتبهم.
يذكرونها.
المقدم: كابن كثير وغيره.
بلا شك، الكلمة مجيئها في مثل هذا البيت يختلف عن مجيئها في حديث ماعز مثلاً، الكلمة الفاحشة هذه.
المقدم: أي نعم.
نعم، يعني لو أن شخصاً يقرأ في تفسير، أو في أي كتاب في المسجد مثلاً يقرأ على الناس ويأتي بهذه الكلمة في مثل هذا البيت.
المقدم: يختلف عن ..
يختلف عن حديث؛ لأن الحديث التصريح بالكلمة مقصد وهدف، التصريح بالكلمة التي يترتب عليها الحد، ولذلك من الأدب في الكلام أن لا تنسب لنفسك قولاً ترويه عن غيرك، ولو كنت ناقلاً أو آثراً، ما تقول: يقول فلان: أنا كذا، وهو كلام ليس بطيب، كما في حديث: "هو على ملة عبد المطلب" نعم.
المقدم: صحيح ما يقول: أنا، ما ينسبها لنفسه.
هو نفسه ماذا قال؟
المقدم: هو قال: أنا.
لكن الناقل ما يقول: أنا.
المقدم: نعم، ما يجيب ضمير المتكلم.
نعم؛ لأن هذا يقبح به أن يتلفظ بمثل هذا الكلام.