خاص، والخاص مقدم على العام، قوله:"وقتّ" أي: حدد، وأصل التوقيت أن يجعل للشيء وقت يختص به، ثم اتسع فيه فأطلق على المكان أيضاً، قال ابن الأثير: التوقيت والتأقيت الأصل أن المادة مهموزة أو واوية؟ وقت أو أقت؟ {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} [(١١) سورة المرسلات] ومثله: ورخ وأرخ، فهل نقول: تأقيت أو توقيت؟
المقدم: وتأريخ.
وتأريخ أو توريخ؟ كله هكذا مستعمل، يقول ابن الأثير: التوقيت والتأقيت أن يجعل للشيء وقت يختص به، وهو بيان مقدار المدة، يقال: وقتّ الشيء بالتشديد يوقته ووقته بالتخفيف يقته إذا بين مدته، ثم اتسع فيه فقيل للموضع: ميقات، الأصل أن الميقات للزمان؛ لأنه من الوقت والوقت إيش؟
المقدم: زمان.
زمان، لكن توسع في المادة، فأخذ منها ما يشمل المكان، وقال ابن دقيق العيد: قيل: إن التوقيت في اللغة التحديد والتعيين فعلى هذا فالتحديد من لوازم الوقت، وفي شرح الكرماني: وقتّ عينّ، والتوقيت التعيين، فلا يقال: إن ذا الحليفة هو الميقات المكاني لا الزماني فلما قال: وقتّ؟ وقتّ: عينّ، إذا أشربنا هذه المادة أو هذه الكلمة وقتّ عينّ، معنى عينّ صارت شاملة للوقت والمكان، وهذا يسمونه تضمين.
المقدم: وأين الوقت هنا؟ الحج؟
إذا قلنا: وقت، وهذا ميقات، فما يخص المكان يكون للمكان، وما يخص الزمان، هذا ميقات زماني، وهذا ميقات مكاني.
"لأهل المدينة" أي: مدينته -عليه الصلاة والسلام- "ذا الحليفة" تقدم الكلام فيه "ولأهل الشام" قال ياقوت في معجمه: الشأم بفتح أوله وسكون همزته، والشأم بفتح همزته، مثل نهْر ونَهر، لغتان ولا تمد، يعني: ما يقال: شآم، وفيها لغة ثالثة وهي الشام بغير همز، كذا يزعم اللغويون، وقد جاءت في شعر قديم ممدودة: الشآم، وقد تذكر وتؤنث.
يقول أبو بكر الأنباري: في اشتقاقه وجهان: يجوز أن يكون مأخوذاً من اليد الشؤمى وهي اليسرى، ويجوز أن تكون فعلاء من الشؤم.