قال أبو القاسم: قال جماعة من أهل اللغة يجوز ألا يهمز فيقال: الشام، الشام يا هذا! فيكون جمع شامة، يعني: إذا نظرنا إلى الشام، وأنه مقابل لليمن بالنسبة للكعبة، شممنا من اللفظين أن الشأم مقابل اليمن، اليمن فيه اليُمن والتيمن واليمين، والشأم فيه ضده، فيكون هذا عن يمين الكعبة، وهذا عن شمالها، أبو القاسم يقول: فيكون جمع شامة، سميت بذلك لكثرة قراها، وتداني بعضها من بعض، فشبهت بالشامات، وقال أهل الأثر: سميت الشام بسام بن نوح -عليه السلام-، وذلك أنه أول من نزلها فجعلت السين شيناً لتغير اللفظ العجمي، يعني كأنه تعريب.
المقدم: نعم.
وورد في فضائل الشام أحاديث، منها ما يثبت، ومنها ما لا يثبت، لكن في فضلها أحاديث صحيحة، وتقع بلاد الشام شمال جزيرة العرب، وتشمل سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، هذا الأصل.
المقدم: حالياً.
نعم.
الجحفة ...
المقدم: لكن الأحاديث الواردة في الشام بعامة، وفيها أحاديث خصت دمشق.
أنت لو قلت في أحاديث نعم في دمشق وفي بيت المقدس، منها ما مقبول، ومنها ما هو مردود.
المقدم: الذين ألفوا أحسن الله إليكم ....
وفيها أيضاً:((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم)) صححه الألباني وغيره.
المقدم: المقصود بعامة.
نعم.
المقدم: وفيه من ألف في فضائل الشام، كتب ألفت في فضائل الشام.
الجحفة بضم الجيم وسكون المهملة هي قرية خربة بينها وبين مكة خمس مراحل أو ست، وفي قول النووي في شرح المهذب: ثلاث مراحل نظر، سميت بذلك؛ لأن السيل اجتحفها وأجحف بها.
وتسمى مهيعة كما في حديث ابن عمر الذي ذكره البخاري في مهل أهل نجد، ومهيعة بزنة علقمة، وقيل: مهيعة بزنة لطيفة، وسيأتي في فضائل المدينة دعوة النبي -عليه الصلاة والسلام- للمدينة وفيه -في الحديث الذي فيه الدعوة-: ((وانقل حماها إلى الجحفة)) فاختصت بالحمى فلا ينزلها أحد إلا حُمّ، حتى قيل: إنه لو مر بها طائر حُمّ، أجيبت الدعوة النبوية، وكانت وقت الدعوة النبوية مسكناً لليهود، قد يقول قائل: كيف تجعل ميقات وفيها الحمى المذكورة؟ لأن مقتضى جعلها ميقات أن يُمر بها ...
المقدم: وإذا مر بها أصابت ...
نعم.
المقدم: لأنه وقتت قبل ما ينقل إليها يا شيخ المرض، يُدعى بها.