ويستدل بعضهم على المؤاخذة بالعزم حديث:((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) قيل: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال:((لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه)) عازم على قتل صاحبه.
المقدم: بالتالي هناك بعض الأعمال تأتي على هذه المرتبة كما تفضلتم، يعني بعض الأعمال القلبية خطيرة جداً، ربما تنقل الإنسان من الإسلام إلى الكفر، فهي تدخل في هذا؟
نعم إذا سعى، إذا سعى لتحقيقه.
المقدم: لو لم يصدر منه فعل، كالبغض مثلاً؟
ما في شك أن هذا عمل قلبي، ولذا منهم من يرى أن الحسد لا أثر له ولا مؤاخذة فيه؛ لأنه من عمل القلب من حديث النفس، يرى أنه من حديث النفس، وهذا ما يقرره ابن الجوزي، لكن جمهور العلماء على المؤاخذة بالحسد؛ لأنه عملٌ قلبي، والسعي في إيذاء المحسود قدرٌ زائدٌ على ذلك، فالنصوص إنما جاءت ورتبت على الحسد نفسه، النصوص الواردة في ذم الحسد وتشنيعه إنما جاءت في الحسد نفسه، وأما العمل الذي يورثه هذا الحسد من إيذاء المحسود فقدرٌ زائد على ذلك يؤاخذ عليه أيضاً.
الكلام عن حديث عمر في الأعمال بالنيات، وأهمية الحديث يطول جداً، حتى قال بعض أهل العلم فيما تقدم نقله: أنه ثلث العلم، أو قال بعضهم: ربعه، وقال بعضهم يدخل في ثلاثين باباً، قال بعضهم: يدخل في سبعين باباً من أبواب العلم، كل هذا لأهمية هذا الحديث، وقد أفرد بالتصنيف، شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في رسالة، وشرحه الجلال السيوطي في رسالة أيضاً، وهناك مباحث وكتب ألفت في النية وفي المقاصد وفي غيرها.