في متن الحديث يقول في سؤاله:"كيف يأتيك الوحي؟ " يحتمل أن يكون السؤال عن صفة الوحي نفسه، ويحتمل أن يكون عن صفة حامله، أو ما هو أعم من ذلك، يكون السؤال عن الوحي وحامله أيضاً، يقول ابن حجر: وعلى كل تقدير فإسناد الإتيان إلى الوحي مجاز؛ لأنه قال: كيف يأتيك الوحي؟ والوحي معنىً من المعاني إسناد الإتيان إليه مجاز.
أقول: لا حاجة إلى ادعاء المجاز هنا؛ لأن من جيء به فقد جاء، ومن حج به فقد حج، يعني لو شخص حج به أبوه ألا يمكن أن يقال: حج فلان وسقطت عنه الفريضة؟ فمن جيء به فقد جاء حقيقة، كمن حُج به فقد حج حقيقة، فلا حاجة إلى ادعاء المجاز هنا على النزاع المعروف عند أهل العلم في وقوع المجاز في لغة العرب عموماً، أو في نفيه عن النصوص الشرعية على وجه الخصوص.
قوله -عليه الصلاة والسلام- في الجواب:"أحياناً" جمع حين، والحين يطلق على كثير الوقت وقليله، والمراد به هنا مجرد الوقت، وانتصابه على الظرفية، وعامله (يأتيني) مؤخرٌ عنه، أي يأتيه الوحي أحياناً، والتقدير في أحياناً، فكأنه قال: أوقاتاً، "يأتيني مثل" مفعول مطلق، أي إتياناً مثل أو حال، أو أي إتياناً مشبهاً حال كونه مشبهاً.