في بدء الخلق باب ذكر الملائكة المناسبة ظاهرة من قوله:((وأحياناً يتمثل لي الملك)) ومن قوله: ((وأحياناً يأتي مثل صلصلة الجرس)) يعني مع الملك الذي يحمله، وأظهر منه قوله في الشق الثاني:((وأحياناً يأتيني أو يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول)).
أخرجه أيضاً الإمام مسلم في الفضائل في باب عرق النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالحديث متفق عليه، ومعنى كون الحديث متفقاً عليه أن يكون مخرج في الصحيحين من طريقٍ راوٍ واحد عن صحابيٍ واحد، أما إذا كان في البخاري عن صحابي ومسلم عن صحابي آخر، ولو اتحد اللفظ فإنه لا يسمى حينئذٍ متفقٌ عليه، وأخرجه أيضاً الإمام مالك في القرآن باب ما جاء في القرآن، وأخرجه الترمذي في المناقب والنسائي في الافتتاح: باب جمع ما جاء في القرآن.
المقدم: أحسن الله إليكم، بعد هذا البيان من خلال الحديث وما تفضلتم به من ذكر بعض ألفاظه، لم يمر بنا حتى الآن أي حديث حذفه المختصر يا شيخ؟
إلى الآن نعم، لم يرد مكرر إلى الآن.
المقدم: هل هناك منهج للبخاري -رحمه الله- في ترتيب الأحاديث، بمعنى ما دام الآن في كتاب بدء الوحي لماذا لم يقدم حديث عائشة أول ما بدئ النبي -صلى الله عليه وسلم- من الوحي هو الرؤيا الصالحة، ثم ذكرت بداية الوحي، ألم يكن هذا الحديث هو الأحق أن يبدأ به قبل حديث الحارث؟
مما قيل في ذلك: أن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- خرج حديث (الأعمال بالنيات) عن شيخه الحميدي وهو مكي، ثم ثنى بحديث عائشة الثاني؛ لأنه من طريق مالك وهو مدني، فقدم مكة ثم المدينة، من أجل هذا قدم الحديث على حديث عائشة أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصادقة أو الصالحة على ما سيأتي، هذا مما قيل، وعلى كل حال هذا وقع في الصحيح، ومناسبة الحديث للباب ظاهرة، وكونها من الدقة بحيث تكون مائة بالمائة لا يلزم؛ لأنه المقصود العلم وقد حصل، وحفظ السنة يحصل بهذه الكيفية.
طالب: ذكرتم فضيلة الشيخ حديث: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) فهل يعني هذا أن إبراهيم -عليه السلام- أفضل من نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ لو فصلتم في هذا فضيلة الشيخ.