للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ فِي كِتَابِ أَشْعِيَا أَيْضًا: عَبْدِي وَخِيرَتِي وَرِضَى نَفْسِي، أَفِيضُ عَلَيْهِ رُوحِي، أَوْ قَالَ: أُنْزِلُ عَلَيْهِ رُوحِي، فَيَنْظُرَ فِي الْأُمَمِ عَدْلِي، وَيُوصِي الْأُمَمَ بِالْوَصَايَا، لَا يَضْحَكُ، وَلَا يُسْمَعُ صَوْتُهُ، يَفْتَحُ الْعُيُونَ الْعُمْيَ وَالْعُورَ، وَيُسْمِعُ الْآذَانَ الصُّمَّ، وَيُحْيِي الْقُلُوبَ، وَمَا أُعْطِيهِ لَا أَعْطِيهِ غَيْرَهُ، لَا يَضْعُفُ وَلَا يُغْلَبُ، وَلَا يَمِيلُ إِلَى اللَّهْوِ، وَلَا يُسْمَعُ فِي الْأَسْوَاقِ صَوْتُهُ، رُكْنٌ لِلْمُتَوَاضِعِينَ، وَهُوَ نُورُ اللَّهِ الَّذِي لَا يُطْفَأُ، وَلَا يُخْصَمُ، حَتَّى تَثْبُتَ فِي الْأَرْضِ حُجَّتِي، وَتَنْقَطِعَ بِهِ الْمَعْذِرَةُ.

فَمَنْ وُجِدَ بِهَذَا الْوَصْفِ غَيْرُ مُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَلَوِ اجْتَمَعَ أَهْلُ الْأَرْضِ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَذْكُرُوا نَبِيًّا جَمَعَ هَذِهِ الْأَوْصَافَ كُلَّهَا، وَهِيَ بَاقِيَةٌ فِي أُمَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَوْ بَحَثُوا عَنْ غَيْرِهِ لَمْ يَجِدُوا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا.

فَقَوْلُهُ عَبْدِي مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ فِي الْقُرْآنِ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا، وَقَوْلِهِ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا، وَقَوْلُهُ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ. وَقَوْلُهُ: وَخِيرَتِي وَرِضَى نَفْسِي، مُطَابِقٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>