وَيُخَالِفُ إِنْجِيلُهُ لِإِنْجِيلِ أَصْحَابِهِ فِي أَشْيَاءَ، وَفِيهَا ذِكْرُ الْقَوْلِ وَنَقِيضِهِ. كَمَا فِيهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي غَيْرُ مَقْبُولَةٍ، وَلَكِنْ غَيْرِي يَشْهَدُ لِي.
وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْهُ: (إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ لِأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ جِئْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ) . وَفِيهِ: أَنَّهُ لَمَّا اسْتَشْعَرَ بِوُثُوبِ الْيَهُودِ عَلَيْهِ قَالَ: (قَدْ جَزِعَتْ نَفْسِي الْآنَ فَمَاذَا أَقُولُ؟ يَا أَبَتَاهُ سَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْوَقْتِ) .
وَأَنَّهُ لَمَّا رُفِعَ عَلَى خَشَبَةِ الصَّلْبِ صَاحَ صِيَاحًا عَظِيمًا وَقَالَ: (يَا إِلَهِي! لِمَ أَسْلَمْتَنِي) ، فَكَيْفَ يُجْمَعُ هَذَا مَعَ قَوْلِكُمْ: إِنَّهُ هُوَ الَّذِي (أَسْلَمَ) نَفْسَهُ إِلَى الْيَهُودِ، لِيَصْلُبُوهُ وَيَقْتُلُوهُ رَحْمَةً مِنْهُ بِعِبَادِهِ، حَتَّى فَدَاهُمْ بِنَفْسِهِ مِنَ الْخَطَايَا، وَأَخْرَجَ بِذَلِكَ آدَمَ وَنُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَجَمِيعَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ جَهَنَّمَ بِالْحِيلَةِ الَّتِي دَبَّرَهَا عَلَى إِبْلِيسَ، وَكَيْفَ يَجْزَعُ إِلَهُ الْعَالَمِ بِذَلِكَ؟. وَكَيْفَ يَسْأَلُ السَّلَامَةَ مِنْهُ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ وَرَضِيَهُ؟! وَكَيْفَ يَشْتَدُّ صِيَاحُهُ وَيَقُولُ: (يَا إِلَهِي، لِمَ أَسْلَمْتَنِي) وَهُوَ الَّذِي أَسْلَمَ نَفْسَهُ؟! وَكَيْفَ لَمْ يُخَلِّصْهُ أَبُوهُ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى تَخْلِيصِهِ، وَإِنْزَالِهِ صَاعِقَةً عَلَى الصَّلِيبِ وَأَهْلِهِ أَمْ كَانَ رَبًّا عَاجِزًا مَقْهُورًا مَعَ الْيَهُودِ؟!
وَفِيهِ أَيْضًا أَنَّ الْيَهُودَ سَأَلَتْهُ أَنْ يُظْهِرَ لَهُمْ بُرْهَانًا أَنَّهُ الْمَسِيحُ، فَقَالَ: تَهْدِمُونَ هَذَا الْبَيْتَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute