للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْآبَاءِ، وَخَرَجَ مُرْقُسُ إِلَى (بَرْقَةَ) يَدْعُو النَّاسَ إِلَى دِينِ الْمَسِيحِ، ثُمَّ جَاءَ مَلِكٌ آخَرُ فَأَهَاجَ عَلَى أَتْبَاعِ الْمَسِيحِ الشَّرَّ وَالْبَلَاءَ، وَأَخَذَهُمْ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ، وَفِي عَصْرِهِ كَتَبَ بُطْرُسُ رَئِيسُ الْحَوَارِيِّينَ إِنْجِيلَ مُرْقُسَ عَنْهُ بِالرُّومِيَّةِ، وَنَسَبَهُ إِلَى مُرْقُسَ. وَفِي عَصْرِهِ كَتَبَ لُوقَا إِنْجِيلَهُ بِالرُّومِيَّةِ لِرَجُلٍ شَرِيفٍ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ، وَكَتَبَ لَهُ الْإِفْرَكْسِيسَ الَّذِي فِيهِ أَخْبَارُ التَّلَامِيذِ، وَفِي زَمَنِهِ صُلِبَ بُطْرُسُ.

وَزَعَمُوا أَنْ بُطْرُسَ قَالَ لَهُ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَصْلُبَنِي فَاصْلُبْنِي مُنَكَّسًا، لِئَلَّا أَكُونَ مِثْلَ سَيِّدِي الْمَسِيحِ فَإِنَّهُ صُلِبَ قَائِمًا.

وَضُرِبَ عُنُقُ بُولُسَ بِالسَّيْفِ، وَأَقَامَ بُطْرُسُ بَعْدَ صُعُودِ الْمَسِيحِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَأَقَامَ مُرْقُسُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَبَرْقَةَ سَبْعَ سِنِينَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ، ثُمَّ قُتِلَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَأُحْرِقَ جَسَدُهُ بِالنَّارِ.

ثُمَّ اسْتَمَرَّتِ الْقَيَاصِرَةُ مُلُوكُ الرُّومِ عَلَى هَذِهِ السِّيرَةِ إِلَى أَنْ مَلَكَ قَيْصَرُ يُسَمَّى طِيطَسَ فَخَرَّبَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ بَعْدَ الْمَسِيحِ بِسَبْعِينَ سَنَةً بَعْدَ أَنْ حَاصَرَهَا، وَأَصَابَ أَهْلَهَا جُوعٌ عَظِيمٌ، وَقَتَلَ مَنْ كَانَ بِهَا مَنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى حَتَّى كَانُوا يَشُقُّونَ بُطُونَ الْحَبَالَى

<<  <  ج: ص:  >  >>