للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَلِمَتُهُ، كَمَا قَالَ الْمَسِيحُ فِي الْإِنْجِيلِ، كُلٌّ بِيَدِهِ كَانَ، كُلُّ مَنْ دُونَهُ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا، وَقَالَ: بِهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ نُورُ الْبَشَرِ، وَقَالَ: الْعَالَمُ بِهِ يَكُونُ، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْأَشْيَاءَ بِهِ تَكَوَّنَتْ.

قَالَ ابْنُ الْبِطْرِيقِ: فَهَذِهِ كَانَتْ مَقَالَةُ آرِيُوسَ وَلَكِنَّ الثَّلَاثِمِائَةِ وَالثَّمَانِيَةَ عَشَرَ أُسْقُفًّا، تَعَدُّوا عَلَيْهِ وَحَرَّمُوهُ ظٌلْمًا وَعُدْوَانًا.

فَرَدَّ عَلَيْهِ بَتْرَكُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقَالَ: أَمَّا آرِيُوسُ فَلَمْ يَكْذِبْ عَلَيْهِ الثَّلَاثُمِائَةِ وَالثَّمَانِيَةَ عَشَرَ أُسْقُفًّا وَلَا ظَلَمُوهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ: الِابْنُ خَالِقُ الْأَشْيَاءِ دُونَ الْأَبِ، وَإِذَا كَانَتِ الْأَشْيَاءُ إِنَّمَا خُلِقَتْ بِالِابْنِ دُونَ أَنْ يَكُونُ الْأَبُ لَهَا خَالِقًا، فَقَدْ أَعْطَى أَنَّهُ مَا خَلَقَ مِنْهَا شَيْئًا، وَفِي ذَلِكَ تَكْذِيبُ قَوْلِهِ: الْأَبُ يَخْلُقُ، وَأَنَا أَخْلُقُ.

وَقَالَ: إِنِّي أَنَا إِنْ لَمْ أَعْمَلْ عَمَلَ أَبِي فَلَا تُصَدِّقُونِي.

وَقَالَ: كَمَا أَنَّ الْأَبَ يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ وَيُمِيتُهُ، كَذَلِكَ الِابْنُ يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>