وَإِسْكَنْدَرِيَّةَ بَتْرَكٌ فَلَعَنُوا مَنْ تَقَدَّمَ مِنَ الْقِدِّيسِينَ الَّذِي خَالَفُوهُمْ وَسَمَّوْهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَهُمْ جَمَاعَةٌ، وَلَعَنُوا أَصْحَابَ الْمَشِيئَةِ الْوَاحِدَةِ.
وَلَمَّا لَعَنُوا هَؤُلَاءِ جَلَسُوا فَلَخَّصُوا الْأَمَانَةَ بِزَعْمِهِمْ، فَقَالُوا: نُؤْمِنُ بِالثَّالُوثِ الِابْنِ الْوَحِيدِ الَّذِي هُوَ الْكَلِمَةُ الْأَزَلِيَّةُ الدَّائِمُ الْمُسْتَوِي مَعَ الْأَبِ الْإِلَهِ فِي الْجَوْهَرِ الَّذِي هُوَ رَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ بِطَبِيعَتَيْنِ تَامَّتَيْنِ، وَفِعْلَيْنِ وَمَشِيئَتَيْنِ فِي أُقْنُومٍ وَاحِدٍ، وَوَجْهٍ وَاحِدٍ، يُعْرَفُ تَامًّا بِلَاهُوتِهِ، تَامًّا بِنَاسُوتِهِ، وَشَهِدَ كَمَا شَهِدَ مَجْمَعُ الْخَلْقَدُونِيَّةِ عَلَى مَا سَبَقَ أَنَّ الْإِلَهَ الِابْنَ فِي آخِرِ الْأَيَّامِ اتَّخَذَ مِنَ الْعَذْرَاءِ السَّيِّدَةِ مَرْيَمَ الْقِدِّيسَةِ جَسَدًا إِنْسَانًا بِنَفْسَيْنِ، وَذَلِكَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى مُحِبِّ الْبَشَرِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ اخْتِلَاطٌ وَلَا فَسَادٌ وَلَا فُرْقَةٌ وَلَا فَصْلٌ، وَلَكِنْ هُوَ وَاحِدٌ يَعْمَلُ بِمَا يُشْبِهُ الْإِنْسَانَ أَنْ يَعْمَلَهُ فِي طَبِيعَتِهِ، وَمَا يُشْبِهُ الْإِلَهَ أَنْ يَعْمَلَ فِي طَبِيعَتِهِ، الَّذِي هُوَ الِابْنُ الْوَحِيدُ، وَالْكَلِمَةُ الْأَزَلِيَّةُ الْمُتَجَسِّدَةُ، إِلَى أَنْ صَارَتْ فِي الْحَقِيقَةِ لَحْمًا، كَمَا يَقُولُ الْإِنْجِيلُ الْمُقَدَّسُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنْتَقِلَ عَنْ مَحَلِّهَا الْأَزَلِيِّ، وَلَيْسَتْ بِمُتَغَيِّرَةٍ، لَكِنَّهَا بِفِعْلَيْنِ وَمَشِيئَتَيْنِ وَطَبِيعَتَيْنِ: إِلَهِيٍّ، وَإِنْسِيٍّ، الَّذِي بِهِمَا يَكُونُ الْقَوْلُ الْحَقُّ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ الطَّبِيعَتَيْنِ تَعْمَلُ مَعَ شَرِكَةِ صَاحِبَتِهَا مَشِيئَتَيْنِ غَيْرِ مُتَضَادَّتَيْنِ وَلَا مُتَضَارِعَتَيْنِ، وَلَكِنْ مَعَ الْمَشِيئَةِ الْإِنْسِيَّةِ الْإِلَهِيَّةِ الْقَادِرَةِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
هَذِهِ شَهَادَتُهُمْ وَأَمَانَةُ الْمَجْمَعِ السَّادِسِ مِنَ الْمَجْمَعِ الْخَلْقَدُونِيِّ، وَثَبَّتُوا مَا ثَبَّتَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute