عندما يُعطل، وينتهي الأجل المعدود والمحدود بتكليف العباد، وأمرهم ونهيهم بهذا القرآن.
وقوله:«وأنزله على رسوله وحيًا»، بدأ من الله قولًا، وأنزله وحْيًا على رسوله محمدٍ ﷺ بواسطة الرسول جبريل ﵇، قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)﴾ [الشعراء]، وقال ﷾: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧)﴾ [مريم].
وقوله:«وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقًّا»، صدق المؤمنون الرسول ﷺ فيما جاء به تصديقًا، والنبي ﷺ لما أرسله الله ودعا الناس رموه وسفَّهوه، ووصفوه بالشعر، والكهانة، والجنون، والسحر، وصدَّقه من صدَّقه، وأول من صدقه خديجة بنت خويلد ﵂ أم المؤمنين السيدة العظيمة، وفازت بهذا الفضل العظيم، ثم آمن به بعض الناس على قلة من الأحرار والعبيد: واحد، واثنين، وثلاثة، حتى تتابع الناس على الإيمان، حتى دخلوا في دين الله أفواجًا، وهؤلاء المؤمنون صدَّقوا بأن القرآن كلام الله، وأن محمدًا ﷺ رسول الله، وأن ما جاء به من عند الله.
وقوله:«حقًّا»، مصدر مؤكِّد لقوله:«وصدَّقه»؛ كأنه قال: صدقوه تصديقًا، والمصدر المؤكِّد يشترط أن يكون من لفظ الفعل، كما إذا قلت: قمت قيامًا، أو من معناه كما إذا قلت: قمت وقوفًا.
وقوله:«وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية»، أي: وأيقن المؤمنون الذين صدَّقوا: أن القرآن كلام الله على